وممن قال أنه دفن بعسقلان (١) مجبر الدين الحنبلي في ـ الأنس الجليل ـ قال : وبها أي بعسقلان مشهد عظيم بناه بعض الفاطميين من خلفاء مصر على مكان زعموا أنّ فيه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وممن قام بدمشق ياسين بن المصطفى الفرضي قال في (النبذة اللطيفة في المزارات الشريفة) في المزارات المشهورة للصحابة بدمشق ونواحيها ، والمشهور منهم بتربة باب الفراديس المسمّاة بمرج أبي الدحداح الآن سمّي مسجد الرأس داخل باب الفراديس في أصل جدار المحراب لهذا المسجد رأس الملك الكامل.
وأما الذين يذكرون انه مدفون بمصر منهم الصبان في أسعاف الراغبين قال : واختلفوا في رأس الحسين عليهالسلام بعد مسيره إلى الشام أين صار وفي أيّ موضع استقر؟ فذهبت طائفة إلى أنّ يزيد أمر أن يطاف برأسه الشريف في البلاد فطيف به حتى انتهى إلى عسقلان فدفنه أميرها بها ، فلمّا غلب الإفرنج على عسقلان افتداه منهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى إلى لقائه من عدة مراحل ووضعه في كيس حرير أخضراً على كرسي من خشب الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة.
وذكر شيخ عبدالوهاب الشعراني في طبقات الأولياء عند ذكره الحسين عليهالسلام : دفنوا رأسه ببلاد المشرق ثم رشا عليها طلايع بن زريك بثلاثين ألف دينار ونقله إلى مصر وبنى عليه المشهد الحسيني ، وخرج هو وعسكره حفاة
__________________
(١) عسقلان مدينة على ساحل البحر من أعمال فلسطين كان يقال لها عروس الشام لحسنها وهي ذات بساتين وثمار ، بها مشهد رأس الحسين عليهالسلام وهو مشهد عظيم وفيه ضريح الرأس والناس يتبركون به وبنيت عسقلان في أيام عمر بن الخطاب.