إلى نحو الصالحية من طريق الشام يتلقون الرأس الشريف ، ثم وضعه طلايع في كيس من حرير أخضر على كرسي آبنوس وفرشوا تحته المسك والعنبر والطيب قدر وزنه مراراً (١).
وممّن ذكر أنّه مدفون بالرقة عبدالله بن عمر الوراق في كتاب (المقتل) ، قال : ولمّا خضر الرأس بين يدي يزيد بن معاوية قال : لأبعثنه إلى آل أبي معيط عن رأس عثمان ، وكانوا بالرقة ، فبعثه إليهم فدنوه في بعض دورهم ، ثم اُدخلت تلك الدار في المسجد الجامع ، قال : وهو إلى جانت سدره هناك ، وقيل : إنّ الفاطميين نقلوه من باب الفراديس إلى عسقلان ثم نقلوه إلى القاهرة.
ومنهم من قال : أنه دفن بالثوية حيث الآن يسمى بمسجد (الحنانة) شرقي النجف عن يسار الذاهب إلى الكوفة وبالقرب من قبر العبد الصالح كميل بن زياد النخعي ، وقال الآخرون : إنّه دفن عند أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام وتوجد الآن غرفة في الرواق الحيدري ، مما يلي الرأس الشريف من جهة الغرب وهي مزركشة ، وقد كتب على جدرانها بعض اللوائح بخط جميل.
يا أبا عبدالله الحسين عليهالسلام ، هذه الأقوال كلّها لم تكن عليها عمل الطائفة ، بل الذي عليه العمل وهو القول الفصل إنّ السجاد زين العابدين عليهالسلام جاء به إلى كربلاء ودفنه مع الجسد الشريف.
__________________
(١) وممن قال أن الرأس الشريف بالمشهد الذي بالقاهرة نقل إليها من عسقلان ، علي بن أبي بكر المشهور بالسائح الهروي المتوفى سنة ٦١١ ، قال في الإشارات إلى أماكن الزيارات عند كلامه على عسقلان : وبها مشهد الحسين عليهالسلام ، وكان رأسه بها فلمّا أخذته الفرنج نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة سنة ٥٤٩.
وحكى ابن أبي دنيا ، قال : وجد رأس الحسين عليهالسلام في خزانة يزيد بدمشق فكفّنوه ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكره البلاذري في تاريخه ، قال : هو بدمشق.