قال الراوي : وأقبلت اُم كلثوم إلى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي باكية العين ، حزينة القلب ، فقالت : السلام عليك يا جدّاه ، إني ناعية إليك ولدك الحسين عليهالسلام ، وجعلت تمرغ خديها على المنبر والناس يعزونها.
وفي البحار وغيره ، أمّا فخر المخدرات زينب عليهاالسلام فإنها لمّا دخلت المدينة ووقع طرفها على قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صرخت وبكت وأخذت بعضادتي باب المسجد ونادت : يا جدّاه إنّي ناعية إليك أخي الحسين عليهالسلام وهي مع ذلك لا تجف لها عبرة ولا تفتر من البكاء والنحيب.
قال : وأقبلت اُم كلثوم الى قبر اُمها فاطمة الزهراء ، ورمت بنفسها على القبر وهي تقول : يا اُمّاه اُعزّيك بولدك الحسين عليهالسلام فقد قتلوه عطشانا :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا |
|
وقد مات عطشانا بشط فرات |
إذاً للطمت الخد فاطم عنده |
|
وأجريت دمع العين في الفلوات (١) |
قال أرباب المقاتل : ولبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا يشتكين من حر ولا برد ، وما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي في دار هاشمي دخان خمس حجج ، كل ذلك حزناً على أبي عبدالله الحسين عليهالسلام ، وكانت رباب زوجة أبي عبدالله الحسين عليهالسلام تبكي الليل والنهار على أبي عبدالله ، وأمرت بسقف البيت فاقتلعوه ، وكانت تجلس في حرارة الشمس وتنوح على الحسين عليهالسلام ، وقد خطبها يزيد بن معاوية والأشراف من قريش ، فقالت : لا والله ما
__________________
(١) البيتان من القصيدة التائية الشهيرة وهي للشاعر العملاق دعبل بن علي الخزاعي المتوفى سنة ٢٤٦ هـ ومطلعها كما في ديوانه :
تجاوبن بالأرنان والزفرات |
|
نوائح عجم اللفظ والنطقات |