كنت لأتخذ حماً آخر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) وكانت ترثي الحسين عليهالسلام بأشجى رثاء فمن قولها :
إن الذي كان نوراً يُستضاء به |
|
بكربلاء قتيل غير مدفون |
سبط النبي جزاك الله صالحة |
|
عنّا وجنبت خسران الموازين |
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به |
|
وكنت تصحبنا بالرحم والدين |
من لليتامى ومن للسائلين ومن |
|
يغني ويأوى إليه كل مسكين |
والله لا أبتغي صهراً لصهركم |
|
حتى اُوسد بين الرمل والطين |
وأمّا اُم البنين اُم العباس فإنّها كانت ترثي الحسين عليهالسلام وترثي أولادها وتندبهم بأشجى ندبة ، وكانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم فيجتمع الناس لسماع رثائها وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجي الندبة ، فمن قولها :
لا تدعوّني ويك اُمّ البنين |
|
تذكريني بليوث العرين |
كانت بنون لي ادعى بهم |
|
واليوم اصبحت ولا من بنين |
أربعة مثل نسور الربي |
|
قد واصلوا الموت بقطع الوتين |
تنازع الخرصان أشلاءهم |
|
فكلّهم أمسى صريعاً طعين |
يا ليت شعري أكما أخبروا |
|
بأنّ عباساً قطيع اليمين |
ومن رثاها في ولدها العباس عليهالسلام عليهالسلام :
يا من رأى العباس كر |
|
على جماهير النقد (٢) |
__________________
(١) قيل : إن الرباب عاشت سنة بعد الحسين عليهالسلام ثم ماتت كمداً ولم تستظل بسقف أبداً.
(٢) النقد ـ بالتحريك ـ قسم من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه.