أشخصته من مكة إلى العراق ، فخرج خائفاً يترقب ، فزلزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله وأهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، ونحن اُولئك لا آباؤك الأجلاف الجفاة الطغاة الكفرة الفجرة أكباد الإبل والحمير ، أعداء الله ورسوله الذين قاتلوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلّ موطن ، ثم إنّه بعد ما نزل بالعراق طلب إليكم الموادعة وسئلكم الرجعة فاغتنمتم قلّة أنصاره ، واستيصار أهل بيته ، وتعاونتم عليه كأنّكم قتلتم أهل بيت من الترك والديلم ، فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودّي ، وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي ، وأنت أحد ثاري فإنشاء الله لا يبطل لديك دمي ، ولا تسبقني بثاري ، وإن سبقتني في الدنيا فقبل ذلك قد قُتل النبيون وآل النبيين ، فيطلب الله بدمائهم فكفى بالله للمظلومين ناصراً ومن الظالمين منتقما ، فلا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرنّ بك يوماً ، وذكرت وفائي وما عرّفتني من حقّك فإن يك ذلك كذلك ، فقد والله بايعتك ومَن قبلك وإنّك لتعلم أنّي وولد أبي أحق بهذا الأمر منك ، ولكنّكم معشر قريش كابرتمونا عن حقّنا ، وولّيتم الأمر دوننا فبعداً لمن تحرّى ظلمنا واستغوى السفهاء علينا ، كما بعدت ثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ، ألا وإنّ من أعجب الأعاجيب وما عسى أن أعجب حملك بنات عبدالمطلب وأطفالا صغاراً من ولده إليك بالشام ، كالسبي المجلوبين ، ترى الناس أنّك قهرتنا وأنت تمنّ علينا ، وفي ظنّك أنّك أخذت بثار أهلك الكفرة الفجرة يوم بدر ، وأظهرت الأنتقام الذي كنت تخفيه والأضغان التي تكمنها في قلبك ، كمون النار في الزناد ، وجعلت أنت وأبوك دم عثمان وسيلة إلى ظهارها ، فالويل لك من ديّان يوم الدين ، ولعمري والله فلا كنت تصبح آمناً من جراحة يدي ، إنّي لأرجو أن يعظُم الله جرحك من لساني ونقضي وإبرامي وبغيّك ولكثكث ، وأنت المفنّد المثبور ، ولك الأثلب ، وأنت المذموم ، والله ما أنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول الله أن يأخذك الله أخذاً أليما ويخرجك من الدنيا مذموماً