يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨))
تفسير المفردات
صاعقة : أي عذابا شديد الوقع كأنه صاعقة. قال المبرد : الصاعقة المرة المهلكة لأىّ شىء كان ، وهى في الأصل الصيحة التي يحصل بها الهلاك ، أو قطعة نار تنزل من السماء معها رعد شديد ، من بين أيديهم ومن خلفهم : أي من كل ناحية ، صرصرا : أي باردة تهلك بشدة بردها. أنشد قطرب قول الحطيئة في المديح :
المطعمون إذا هبّت بصرصرة |
|
والحاملون إذا استودوا على الناس |
استودوا : أي سئلوا الدية. نحسات واحدها نحسة (بكسر الحاء) أي نكدات مشئومات ، والهون : الذل.
المعنى الجملي
بعد أن أنكر عليهم عبادة الأنداد والأوثان ، وطلب إليهم ألا يعبدوا إلا الله الذي خلق السموات والأرض ، وزين السماء الدنيا بالمصابيح ، وأوجد في الأرض جبالا رواسى أن تميد بهم ، ثم أعرضوا عن كل ذلك ، لم يبق حينئذ طريق للعلاج.
ومن ثم أمر رسوله أن ينذرهم بحلول شديد النقم بهم إن هم أصروا على عنادهم ، كما نزل بعاد وثمود من قبلهم.