على أن عصر يوسف إنما كان قبل عصر الأسرة الثامنة عشرة التي أستعمل فيها لقب «فرعون» (١) ، وبالتالي فهو في عصر الهكسوس.
ومنها (عاشرا) أن هناك ما يشير إلى أن يوسف قد وصل إلى ما وصل إليه من النفوذ في عصر الهكسوس ـ وربما ليس بعد عام ١٧٠٠ ق. م ـ ففي سفر التكوين ما يشير إلى أن قصر الملك لم يكن بعيدا عن «أرض جوشن» ، وهذا يعني أن العاصمة المصرية كانت في منطقة الدلتا ، وهو أمر يتفق وعصر الهكسوس ، حيث كانت عصمتهم «أواريس» (حت وعرت ـ صان الحجر الحالية) ، هذا فضلا عن أن سفر الخروج يقرر أن مدة إقامة الإسرائيليين في مصر ، إنما كانت ٤٣٠ سنة (٢) ، وحيث أن الخروج قد تم بعد عام ١٣٠٠ ق. م (الأمر الذي سنناقشه فيما بعد) ، فإن ذلك يرجع بعهد يوسف إلى حوالي عام ١٧٠٠ ق. م ، وهي فترة تتفق وحكم الهكسوس (٣).
بل إننا نستطيع أن نصل إلى نفس النتيجة من إشارة سفر التكوين من أن قصر الملك كان في «أرض جوشن» ، ذلك أن عاصمة مصر لم تكن في الدلتا الشرقية إلى في عصر الهكسوس ، ثم في عصر الرعامسة بعد ذلك ، حيث كانت «أواريس» في العصر الأول ، و «بر ـ رعمسيس» في العصر الثاني ، ولما كان عصر يوسف لا يمكن أن يكون ـ بحال من الأحوال ـ في عصر الرعامسة ، فهو إذن في عصر الهكسوس ، بل إنني أعتقد أن تحديد إقامتهم في أرض جوشن ـ وهي منطقة نفوذ الهكسوس الأساسية ، وقاعدة هذا النفوذ ، كما نعرف ـ إنما يعد دليلا على أن عصر وجود الإسرائيليين في مصر ، إنما كان على أيام الهكسوس.
__________________
(١) ١٠٢.p ، ١٩٦٣ ، J. A. Wilson, the cuture of ancient Egypt, Chicago ,
وانظر عبد العزيز صالح : حضارة مصر القديمة وآثارها ، الجزء الأول القاهرة ١٩٦٢ ، ص ٣٠ ـ ٣١.
(٢) خروج ١٢ : ٤٠.
(٣) ٢٨The Westminester Historical Atlas to the Bible, p.