حكومة مصر ، غير أنه لم يعد أن يكون وزيرا فحسب ، وأن كل عمل عظيم يقوم به ويستحق التسجيل ، إنما كان ينسب إلى الملك ، الذي كانت النقوش تهدف إلى تعظيمه والإشادة بذكره ، لأن كل شيء كان في مصر من وحيه هو ، وعلى ذلك فإن اسم يوسف لم يكن ليظهر بطبيعة الحال (١).
وانطلاقا من هذا ، إذا أردنا أن نحدد ـ قدر استطاعتنا ، وفي الوقت نفسه حدسا غير يقين ـ ملك مصر الذي عاصر الصديق ، مستعينين في ذلك بقوائم الملوك من تلك الفترة ، ومستعينين في الوقت نفسه بالمصادر الإسلامية ، لوجدنا أن واحدا من ملوك الهكسوس كان يدعي «سا أوسر إن رع ـ خيان» (٢) من ملوك الأسرة الخامسة عشرة الهكسوسية ـ أي في بداءة عصر الهكسوس ـ لوجدنا في الوقت نفسه ، أن المصادر الإسلامية تذكر أن ملك مصر على أيام الصديق ، إنما كان من ملوك العرب ، المعروفين بالرعاة (الهكسوس) (٣) وأنه كان يدعي «الريان» (٤) ، وإني لأظن ـ وليس كل الظن إثما ـ أنه ليس من الصعب كثيرا تصحيف الإسم «ريان» إلى «خيان» وإن كانت هناك قصة قديمة تجعلهم يصلون مصر على أيام الملك (إيبيبي (٥)).
__________________
(١) سليم حسن : مصر القديمة ـ الجزء السابع ـ القاهرة ١٩٥٠ ص ١٠٧ ـ ١٠.
(٢) أنظر : عن هذا الملك : محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ص ١٤٥ ـ ١٤٨ ، وكذا ٦٣.p ، ١٩٥١ ،T .. gsave ـ Saderbergh ,JEA , وكذاA.Gardiner.Egypt of
١٥٨Pharaohs ,p .. وكذا W. C. Hayes, Egypt from the Death of Ammenemes, III, to Seqenenre
٢٢.p ، ١٩٦٥.II ,Cambridge ,
(٣) محمد رشيد رضا : تفسير سورة يوسف ، القاهرة ١٩٣٦ ص ٦٨.
(٤) الإمام الطبري : تاريخ الطبري ١ / ٣٢٥ ـ ٣٣٦ ، تفسير الطبري ١٦ / ١٧ الإمام ابن كثير : قصص الأنبياء ١ / ٣٠٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٠٦ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٧٥ ـ ٧٦ ، المسعودي : مروج الذهب ١ / ٦١ ، سعد زغلول عبد الحميد : في تاريخ العرب قبل الإسلام ص ١٠٤ (بيروت ١٩٧٥).
(٥) نجيب ميخائيل : مصر والشرق الأدنى القديم ١ / ٤٠٣.