ق. م) ، والأمر كذلك بالنسبة إلى إسرائيل عصر مرنبتاح ، أو في فترة الاضطرابات التي تلت موته (١).
وأما الملامح الخاصة لنظرية «جرسمان» ، فهي ضغط الأحداث إلى أقصر فترة زمنية ممكنة ، فهو يرى أن الخابير وينتمون إلى موجة من موجات الغزاة الآراميين سابقة للتي أتت بالإسرائيليين ، وأن الأخارى قد وصلوا إلى حدود فلسطين حوالي عام ١٣٠٠ ق. م ، وأن جزءا منهم قد اتجه إلى مصر مباشرة ، وأقاموا هناك فترة جيلين فقط ، وهو الزمن الذي يتطلبه الجزء الأقدم من التقاليد الإسرائيلية (٢) ، ولنقل أنها كانت خمسين عاما ، وأنهم هربوا أثناء حكم فرعون الاضطهاد ، واستقروا في كنعان حوالي عام ١٢٣٠ ق. م ، ومن ثم فليس من الغريب أن يذكر مرنبتاح إسرائيل بين الشعوب التي أخضعها أثناء حملته إلى فلسطين.
على أن هناك كثيرا من العقبات التي تقف في وجه قبولنا لرأي «برني» هذا ، منها (أولا) أنه يتعارض تماما مع التوراة ـ مصدرنا الأساسي في هذه الفترة من تاريخ بني إسرائيل ـ ، ذلك لأن التوراة إنما تذهب إلى أن بني إسرائيل إنما قدموا إلى مصر ، بسبب مجاعة حلت بأرض كنعان ، ثم بدعوة من يوسف ـ عليهالسلام (٣) ـ وليس بسبب طرد الآدوميين لهم ، ومنها (ثانيا) أنه يختصر مدة إقامة بني إسرائيل في مصر إلى ٢١٥ عاما ، والتوراة صريحة في ذلك ، إذ تحدد مدة إقامتهم ب ٤٣٠ عاما (٤) ـ وإن كان ما ذهب إليه يتفق مع الترجمة السبعينية.
__________________
(١) ١٨٥ ـ ١٨٤.A.Lods ,op ـ cit ,p
(٢) تكوين ١٥ : ١٦ ، خروج ١ : ٦ ـ ٨ ، ٦ : ٢٠.
(٣) سورة يوسف : آية ٥٨ ـ ١٠٠ ، تكوين ٤١ : ٥٦ ـ ٤٥ : ٢٨.
(٤) خروج ١٢ : ٤٠ ـ ٤١.