اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) (١).
ومنها (رابعا) إن قصة التوراة تذهب إلى أن يعقوب هو الذي طلب من يوسف أن يذهب إلى إخوته الذين يرعون أغنامهم عند شكيم (٢) ـ والتي يحتمل أنها تل بلاطة شرق نابلس الحالية ـ بينما يرى القرآن الكريم أن أخوة يوسف هم الذين طلبوا من أبيهم أن يذهب يوسف معهم ، لأن أباه إنما كان يخشى عليه من حقدهم ، (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ ، أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٣) ، ومنها (خامسا) أن القرآن الكريم إنما يشير إلى ارتياب يعقوب في بنيه عقب تنفيذ المؤامرة ـ فضلا عن ارتيابهم في أنفسهم ـ (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ ، وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ، قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) (٤) ، بينما تشير رواية التوراة إلى سرعة تصديق يعقوب لفرية أولاده ، ويأسه عقب المؤامرة (٥) ، «فتحققه (أي قميص يوسف) وقال قميص ابني وحش رديء أكله ، افترس يوسف افتراسا فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه ، وناح على ابنه أياما كثيرة» ومنها (سادسا) أن الحيوان الذي ألصقت به تهمة قتل يوسف ، إنما هو «تيس من المعزى» في التوراة (٦) ، ولكنه الذئب في القرآن الكريم (٧).
ومنها (سابعا) أن التوراة في عرضها لقصة يوسف مع امرأة العزيز ، لم
__________________
(١) سورة يوسف : آية ٧ ـ!.
(٢) تكوين ٣٧ : ١٢ ـ ١٦.
(٣) سورة يوسف : آية ١١ ـ ١٢.
(٤) سورة يوسف : آية ١٧ ـ ١٨.
(٥) مالك بن بني : المرجع السابق ص ٣٠٢.
(٦) تكوين ٣٧ : ٣٣ ـ ٣٤.
(٧) سورة يوسف : آية ١٣ ـ ١٤ ، ١٧.