كمؤسس للأسرة الثامنة عشرة ، وكبداية لعهد الإمبراطورية المصرية ، وكبطل لا يباري نجح في طرد الهكسوس من مصر (١).
كان الإسرائيليون مرتبطين بالهكسوس بأوثق رباط ، فيوسف الصديق عليهالسلام ، وصل إلى ما وصل إليه في عهدهم ، كما أن بني إسرائيل قد ساعدوا الغاصب الأجنبي ومن ثم فقد تركهم في مراعيهم آمنين ، ولعل هذا كان واحدا من الأسباب التي جعلت المصريين ينفرون من اليهود ، ويضمرون لهم أشد المقت ، هذا إلى أنهم ربما كانوا على اتصال بالهكسوس ، اتصال الملق والمصانعة ، وتقديم كافة الخدمات ، ومن بينها خدمات التجسس ، ونتج عن ذلك أن تشابهت بعض الأسماء بين الفريقين ، وإن كان علماء اليهود يردون ذلك إلى أن الهكسوس إنما كانوا أيضا قبائل من بينها العبرانيين (٢) ـ الأمر الذي سوف نناقشه فيما بعد ـ ولعل هذا الذي يقوله علماء اليهود هو ذاته على ما كان بين الغزاة الهكسوس ، والضيوف الإسرائيليين ، من صلات وثيقة أقرها اليهود في تراثهم العبري ، وعزوا إليها استقرار العبرانيين في مصر.
على أنه يجب أن نشير هنا إلى أن الإسرائيليين إنما قد تأثروا كثيرا بسادتهم الهكسوس ، الذين حاولوا بدورهم أن يكسبوا ود المصريين ، ويتكيفوا بالحضارة المصرية ، فتبنوا ثقافة البلاد ، وطريقتها في الكتابة ، بل وعبدوا الإله «رع» ، وكانوا يقرنون اسمه بألقابهم مثل «عاقن رع» ـ وهو الملك أبو فيس ـ كما عبدوا الإله المصري «ست» ، والذي كان يشبه إلههم الأصلي «تشوب» ، وكانوا يطلقون عليه أحيانا «سوتخ» (٣).
__________________
(١) أنظر عن عصر الهكسوس في مصر وحرب التحرير (محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ـ القاهرة ١٩٧٦ (ط دار المعارف) ص ١٠١ ـ ٢٢٣).
(٢) ١٥ I.Epstein ,op ـ cit ,p وكذا ٥ C.Roth ,op ـ cit ,p ...
(٣) محمد بيومي مهران : المرجع السابق ص ١٥٥ ـ ١٦٠ ، عبد العزيز صالح : مصر والعراق ص ١٩١.