ومنها (ثالثا) أن صورة الأنثى العارية التي تظهر على الجعارين من عصر الهكسوس ، إنما تمثل الإلهة السامية «عنات» أو «عتر ـ عشتارت» ، ويشار إليها في نصوص متأخرة من عهدهم ، وكأنها زوجة للإله «ست ـ بعل» (١) ، ومنها (رابعا) أن رويات المفسرين والمؤرخين المسلمين إنما تذهب إلى أن ملك الهكسوس الذي فسر له يوسف رؤياه ، هو الذي آمن به فقط ، أما من جاء بعده فلم يؤمن ، يقول ابن الأثير في الكامل : لما ولي يوسف عمل مصر ، دعا الملك الريان إلى الإيمان فآمن ثم توفي ، ثم ملك بعده مصر قابوس ... فدعاه يوسف إلى الإيمان فلم يؤمن ، وتوفي يوسف في ملكه (٢).
عقب طرد الهكسوس مباشرة أو حتى بعده بقليل ، وإنما تم بعد ذلك بفترة طويلة ، وإذا كان ما ذهبنا إليه من أن رعمسيس الثاني (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) هو فرعون التسخير ، صحيحا ، فإن هذا يعني أن بني إسرائيل لم يضطهدوا إلا بعد قرابة قرون ثلاثة من طرد الهكسوس حوالي عام ١٥٧٥ ق. م ، ومنها (سادسا) صحيح أن بني إسرائيل على أيام يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، بل وبعد ذلك بفترة ليست قصيرة ، كانوا ، دون شك ، على ديانة التوحيد ، ولكنه صحيح كذلك أنه بعد مضي قرون من عهد يوسف ، قد تصل إلى الثلاثة ، لم يكن بنو إسرائيل ، كما كانوا موحدين ، وإن ظلوا على بقايا من دينهم ، وخاصة في فترة الاضطهاد العنيفة ، وهكذا ما أن تمضي الأيام وتمر السنين على عهد يوسف الصديق ، وتطول إقامة بني إسرائيل في مصر إلى
__________________
(١) محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ـ القاهرة ١٩٧٦ ص ١٥٢ ـ ١٥٥ ، وكذا
T.Sove ـ Saderbergh ,JEA وكذا.C.Hayes ,Egypt From the W
, ٦٥ ـ ٦٤.p ، ١٩٥١ ، ٣٧
١٨ ـ ١٧.p ، ١٩٦٥. Death of Ammenemes III ,to Sequence II
(٢) تاريخ الطبري ١ / ٣٦٣ ، ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٢١٢ ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ ١ / ٨٣.