فِيها نَذِيرٌ) (١) ، وقال تعالى : (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) (٢) ، وقال تعالى : (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٣) ، وقال تعالى : (رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٤).
ومن هنا كان الخلاف على عدد الأنبياء ، عليهمالسلام ، فمن قائل إنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، ومن قائل إنهم ثمانية آلاف ، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل ، وأربعة آلاف من سائر الناس ، ومن قائل إنهم أربعة آلاف ، ومن قائل إنهم ، ثلاثة آلاف ، وأن الرسل من الأنبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر ، أولهم آدم وآخرهم محمد (ص) (٥).
وعلى أية حال ، فليس من المستحب ، فيما أظن ، وليس كل الظن إثما ، الخوض في إحصاء الرسل والأنبياء ، فإنه لا يعلم إلا بوحي من الله تعالى ، ولم يبيّن الله ذلك في كتابه (٦) ، غير أن هناك حديث أبي ذر المشهور ، والذي جاء فيه أنه دخل المسجد النبوي الشريف ، فإذا رسول الله (ص) جالس وحده ، فسأله عن أشياء كثيرة ، منها الصلاة والهجرة والصيام والصدقة ، ثم سأله : كم الأنبياء؟ فقال : مائة ألف وأربعة وعشرون ، قال : قلت يا رسول الله كم الرسل عن ذلك؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، جم غفير ، كثير طيب ، قال قلت : فمن كان أولهم ، قال آدم ، قلت : أنبي مرسل؟ قال
__________________
(١) سورة فاطر : آية ٢٤.
(٢) سورة الزخرف : آية ٦.
(٣) سورة غافر : آية ٧٨.
(٤) سورة النساء : آية ١٦٤.
(٥) تفسير ابن كثير ٢ / ٤٢٢ ـ ٤٢٨ (القاهرة ١٩٧١) ، تفسير القرطبي ص ٢٠١٤ ـ ٢٠١٥ (دار الشعب ـ القاهرة ١٩٧٠) تفسير المنار ٧ / ٥٠٠ ـ ٥٠٧ ، تفسير روح المعاني ٢٤ / ٨٨ ـ ٨٩ ، مجمع الزوائد ٨ / ٢١٠ ، ابن قتيبة : المعارف ، القاهرة ١٩٣٤ ص ٢٦ ، أبو الحسن الماوردي : المرجع السابق ص ٥٢.
(٦) محمود الشرقاوي : المرجع السابق ص ٢٤.