اعتمد آخرون على نص في سفر الخروج توصلوا منه إلى أن الخروج إنما كان على أيام رعمسيس الثاني (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) (١).
وأما ثالث الأسباب ، فيرجع إلى أن القرآن الكريم ، وكذا التوراة ، لم يذكر أي منهما اسم الفرعون الذي عاصر موسى عليهالسلام وذلك على الرغم من أن أبرز قصص الأنبياء في القرآن الكريم قصتان مسهبتان في أجزائه لأنهما ترويان نبأ الرسالة بين أعرق أمم الحضارات الإنسانية ، وهما أمة وادي النهرين وأمة وادي النيل ، وكانت الثورة فيهما على ضلال العقل في العبادة ، جامعة لأكثر العبادات المستنكرة في الزمن القديم ، ولعل السبب في عدم ذكر القرآن لاسم فرعون موسى ، أن الإسم لا أهمية له في موضوع القرآن أو في صميم رسالته ، فإنه كتاب هداية وإرشاد ، ومن ثم فهو يكتفي من القصة والوقائع التاريخية الصحيحة بالقدر الذي يستخلص منه العبرة ، ويقتضيه المقام ، ومن ثم فهدف قصة موسى في القرآن ، كهدف غيرها ، ليس التأريخ لهما ، وإنما عبرا تفرض الإفادة بما حل بالسابقين.
وعلى أي حال ، فإن أهم الآراء التي دارت حول تاريخ الخروج خمسة ، أولها رأي يذهب أصحابه إلى أن الخروج إنما تم أثناء طرد الهكسوس من مصر على أيام أحمس الأول ، حوالي عام ١٥٧٥ ق. م ، وثانيهما أنه تم على أيام تحوتمس الثالث (١٤٩٠ ـ ١٤٣٦ ق. م) أو ولده أمنحتب الثاني (١٤٣٦ ـ ١٤١٣ ق. م) ، وثالثها أنه تم في أعقاب أيام إخناتون (١٣٦٧ ـ ١٣٥٠ ق. م) ، وربما في الفترة ما بين موت أخناتون وتوليه حور محب العرش حوالي عام ١٣٣٥ ق. م ، ورابعها أنه تم على أيام رعمسيس الثاني (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) ، وخامسها أنه على أيام ولده «مرنبتاح» (١٢٢٤ ـ ١٢١٤ ق. م) ، فإذا كان هذا الرأي صحيحا ، وهذا ما
__________________
(١) خروج ١ / ١٠.