وقد دلت الحفائر على أن الأولى قد أنشئت في عهد رعمسيس الثاني ، والثانية قد أعيد بناؤها ، كما سنشير فيما بعد بالتفصيل ، ومنها (سابعا) أن تحوتمس الثالث كان بناء عظيما ، دون شك ، وكما يقول أصحاب هذه النظرية ، ولكن مشاريعه البنائية كانت في الصعيد ، وبخاصة في العاصمة طيبة (١) (الأقصر الحالية) ، هذا فضلا عن أن عاصمة الفراعين المصريين لم تكن أبدا في الدلتا ، فيما قبل الأسرة التاسعة عشرة ، كما أنه لم تكن هناك اهتمامات رئيسية بمشروعات بنائية في الدلتا ، وبخاصة في شرقها ، حيث كان يقيم بنو إسرائيل هناك (٢) ، بل إنه بالكاد يفهم أن التحامسة قد كرهوا هذا المكان لاتصاله بالغزاة الهكسوس المكروهين وربما كان هذا هو السبب في عدم وجود آثار للأسرة الثامنة عشرة في «تانيس» عاصمة الهكسوس ، وأما في الأسرة التاسعة عشرة ، والتي كان ملوكها من هذه المنطقة ، فقد وجد لدى رعمسيس الثاني الباعث السياسي لاختيار عاصمة ملكه في الدلتا ، فبنى أو أعاد بناء «فيثوم» ، ثم بنى «بي رعمسيس» التي حملت اسمه (٣) ، ومنها (ثامنا) أن الفترة ما بين عامي ١٥٠٠ ، ١٢٠٠ ق. م ، إنما تمثل فترة التقدم الذي أظهره الصناع الكنعانيون في وسائلهم الفنية تحت التأثير الإيجي ، ومن ثم فقد كان هذا العصر هو العصر الذهبي لصناعة الفخار الكنعاني ، ومن العجيب أن يتطابق ازدهار الفن ، مع غزو البلاد بواسطة هؤلاء البدو ، الذين كانوا بالتأكيد أقل مدينة من السكان الأصليين ، ولهذا فمن الطبيعي جدا أن يتفق دخول هؤلاء البرابرة أرض كنعان ، مع فترة التدهور التي نملك عليها الكثير من الأدلة ، والتي جاءت بعد عام ١٢٠٠ ق. م.
ومنها (تاسعا) أن النتائج التي توصل إليها «جون جارستانج» من أن
__________________
(١) أنظر : سليم حسن : مصر القديمة ٤ / ٤٥٥ ـ ٤٩٦.
(٢) ١٨٣.A.Lods ,op ـ cit ,P.
(٣) ١٢٧ ـ ١٢٦.p ، ١٩٣٣ ، ١٩. A.Gardiner ,JEA ,