أريحا وحاصور ، قد دمرتا حوالي عام ١٤٠٠ ق. م (١) ، هناك من يتقدم بحادث تدميرهما إلى عام ١٥٠٠ ق. م ، ومن يتقدم إلى ما بعد عام ١٦٠٠ ق. م ، بفترة وجيزة (٢) ، وهناك من يتأخر به إلى ما بين عامي ١٢٥٠ ، ١٢٠٠ ق. م (٣) ، هذا فضلا عن أن تخريب مدن كنعان ، ليس بالضرورة أن يكون قد تم على أيدي بني إسرائيل الخارجين من مصر ، ومن المرجح أنه حدث في فترة الفوضى التي صحبت عهد إخناتون (١٣٦٧ ـ ١٣٥٠ ق. م) والتي انتهت بانسحاب السيادة المصرية إلى حين ، وأما عن «أريحا» ، فإن حفائر «سيللين» و «جارستانج» و «مس كنيون» دلت على أنها كانت دائما معرضة لهجوم البدو المشاغبين ، والذين كانوا دائما يهاجمونها حتى يفتحوا طريقهم إلى فلسطين ، وقد وجدت «مس كنيون» أن الحائط القديم ، والذي كان قد بنى من الآجر الطيني المسطح ، قد هدم وأعيد بناؤه أكثر من ١٧ مرة ، وأن الآجر المتبقي من انهياره الأول يشير إلى أنه كان بفعل الزلازل ، وأن الأخير كان بفعل الغزاة الآراميين ، حوالي عام ١٢٠٠ ق. م (٤) ، وعلى حال ، فلا يوجد حتى الآن أي دليل في الموقع يساعدنا على تحديد التاريخ الذي احتل فيه يشوع أريحا (٥) ، وقد كانت مدينة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، ولكنها اختفت تماما في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وإذا كانت جدران
__________________
(١) J.Finegan ,op ـ cit ,P وكذا J. Garstang, Joshu, Judges, the Foundations of Bible History,
F ٣٨٢ ، F ١٨٤.p. ١٦٤
(٢) ١٨٢. A.Lods ,op ـ cit ,P.
(٣) ١٦٠.p ،. ١٩٦٧W.Keller ,the Bible as History ,
(٤) وكذاJ.Finegan ,op ـ cit ,P. ١٥٧ ـ ١٥٦ وكذا
JandJ.B.E.Garstang ,the Story of Jericho , ١٩٤٠K.M.Kenyon ,in PEQ ,F ١١٤.p ، ١٩٥٥ ، F ٥٥.p ، ١٩٥٤ ، F ٨٨.p ، ١٩٥٣ ، ٦٤.p ، ١٩٥٢.
(٥) أريحا : وتعني مدينة القمر أو مكان الروائح العطرية ، وهي تل السلطان الحالية ، وتقع على مبعدة خمسة أميال غربي نهر الأردن ، ١٣ ميلا شمال شرقي القدس ، وقد أثبتت الحفريات أنها واحدة من أقدم مدن العالم (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٦٠٥).