إخناتون جميع الأساطير وأعمال السحر ، وعدم السماح بعمل أي صنم لإلهه «آتون» (١) لأن الإله الحق لا صورة له ، هذا فضلا عن التغيير في التعبير الشكلي لإله الشمس ، فلم يصور بصورة هرم صغير وصقر ، وإنما بأسلوب يكاد يكون عقلانيا ، يبدو فيه قرص الشمس وقد انبعثت منه أشعة نهايتها على شكل الأيدي ، وأخيرا فلم يرد أي ذكر للإله «أوزير» ، إله الموتى ورب الآخرة عند المصريين ، ولا لمملكة الموتى والحساب في الآخرة (٢).
ثم يبدأ «فرويد» في عقد مقارنة بين الديانتين ، الأخناتونية والموسوية ، مع إقراره بأن ذلك سيكون أمرا صعبا ، ذلك لأن تعطش كهنة آمون الحاقدين للثأر من ديانة آتون ، قد حرمنا الكثير من المعلومات عنها ، بسبب تحطيم الغالبية العظمى من آثار إخناتون ، كما أننا لا نعرف ديانة موسى عليهالسلام ، إلا في شكلها ، كما تم تثبيتها بعد موسى عليهالسلام ، بثمانية قرون ، على الأقل ، (إذا أخذنا بالرأي الذي ينادي بأن الخروج كان على أيام مرنبتاح) على يد رجال الدين اليهودي ، في العصر الذي تلا السبي البابلي (٥٨٦ ـ ٥٣٩ ق. م) ، حيث ابتعثت دولة يهوذا في ظل الحماية الفارسية على يد «عزرا» الذي جاء من السبي ، فيما يرى كثير من المؤرخين ، حوالي عام ٣٩٨ ق. م (٣) ، هو الذي يعزي إليه إرساء العقيدة اليهودية ، كما تطالعنا الآن (٤).
__________________
(١) ٢٢٧ A.H.Gardiner ,op ـ cit ,P ..
(٢) ٢٦ ـ ٢٢. S.Freud ,op ـ cit ,P وكذا ٣٠٠ J.H.Breasted ,op ـ cit ,P
(٣) أنظر : نجيب ميخائيل : المرجع السابق ص ٤٦٩ ،
W. F. Albright, The Archaeology of Plastine and the Bible, P. F
١٦٩ H. Rowley, The Servant of The Lord and other Essay on The S. A. Cook, op ـ cit, p.
٤١٣ وكذاJ.Finegan ,op ـ cit ,P. ٢٣٩ وكذاOld Testament , ١٥٩ ـ ١٣١.p ، ١٩٥٢.
وكذا ٢٣٠M.Noth ,op ـ cit ,P ٢٣٠ ..
(٤) إذا كان «عزرا» هذا ، هو «عزيز» الذي جاء ذكره في القرآن الكريم ، وهذا ما نميل إليه ونرجحه ، فإن اليهود وقت ذاك القرن (القرن ٤ ق. م) قد أشركوا بربهم ، وجعلوا من عزيز ـ