ويذهب «جاك فنجان» (١) إلى أن بني إسرائيل قد استخدموا ، بادئ ذي بدء ، في عهد «سيتي الأول» ، ولكنهم لم يحملوا أثقالهم إلا في أيام رعمسيس الثاني ، مما دفعهم إلى الهروب ، وفي هذا الوقت ولد موسى عليهالسلام ، وتربى ثم عاش في البرية ، وأخيرا عاد إلى مصر ، كما يروي سفر الخروج (٢ ـ ٢٥) وهكذا فإن عصر رعمسيس الثاني يجب أن يكون عصر رحيل القوم المستعبدين ، ومن ثم فيجب أن يكون وصول الإسرائيليين إلى فلسطين وتوغلهم في البلاد والتقاء مرنبتاح بهم في حوالي عام ١٢٢٠ ق. م ، وهذا بالكاد يعطيهم الوقت للتيه في البرية مدة الأربعين سنة ، وربما كان هذا الرقم تقليديا ، لأن التيه في الواقع كان أقصر من ذلك (٢) ، وأما «وليم أولبرايت» فيحدد عام ١٢٩٠ قبل الميلاد ، تاريخا للخروج ، على أساس أن حكم رعمسيس الثاني في رأيه كان في الفترة (١٣٠١ ـ ١٢٣٤ ق. م) وأن السنين العشرة الأولى من حكمه قد شغلت بالنشاط العمراني الكبير في المدينة التي حملت اسمه (بررعمسيس) (٣) ، ويذهب «كيلر» إلى أن المطابقة المدهشة بين هذا التاريخ (أي عام ١٢٩٠ ق. م) وبين طول مدة إقامتهم بمصر ، والتي يحددها سفر الخروج (١٢) بمدة ٤٣٠ سنة ، تكاد تكون تامة ، وهي في نفس الوقت جديرة بالاعتبار ، ومن ثم فإن الهجرة الإسرائيلية إلى مصر يجب أن تكون قد حدثت في عام ١٧٢٠ ق. م (٤).
غير أن هناك من العقبات ما يقف في وجه قبولنا لوجهة النظر هذه ، منها
__________________
(١) ١٣٤ ، ١٢٠.J.Finegan.,op ـ cit ,P.
(٢) إن فترة التيه أربعون سنة على وجه التأكيد كما تشير إلى ذلك والإنجيل والقرآن العظيم (سورة المائدة : آية ٢٦ ، عدد ١٤ / ٣٣ ، أعمال الرسل ٧ / ٣٦).
(٣) W.F.Albright ,op ـ cit ,P. ١٩٤. وكذاM.F.Unger ,op ـ cit ,P. ٣٣٢
(٤) جون الدر : الأحجار تتكلم ص ٥٥ (كترجم) ، وكذاW.Keller ,The Bible as History , ١٩٦٧ ، ١٢٢ ـ ١٢١.P.