الأخيرة من حكمه ، الثامنة أو العاشرة على خلاف في الرأي ، وليس في السنة الخامسة.
ومنها (سادسا) أن الحفريات والأبحاث أثبتت أن ممالك أدوم ومؤاب وعمون (١) ، لم تكن قد تكون حتى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، مع أن سفر يشوع يذكر هذه الممالك بالاسم ، بل ويذهب إلى أنها كانت نامية ومزدهرة إبان فتوحات يشوع وحملاته الحربية (٢) ، ومنها (سابعا) استمرار السلطة المصرية في فلسطين على أيام أمنحتب الثالث (١٤٠٥ ـ ١٣٦٧ ق. م) بدليل اكتشاف جعول صيد الأسود ، التي وجدت في «لخيش» (تل الدوير على مبعدة خمسة أميال جنوب غرب بيت جبرين) تخليدا لمهارة الفرعون في صيد ١٠٢ أسدا ، خلال السنوات العشر الأولى من حكمه (٣) ، وفي الواقع فإن مصر على أيام أمنحتب الثالث إنما كانت مركز الدنيا وقلبها النابض ، وكان ملوك مصر حكام العالم دون منازع ، على الأقل في النصف الأول من حكم هذا الفرعون ، ومن ثم فقد سعت الدنيا إلى بلاط هذا الإمبراطور العظيم تحمل جزيتها ، وتثبت لنا الاحتجاجات المتذللة التي نقرؤها في رسائل العمارنة التي كان نرسلها أصحابها من حكام الشرق وأمرائه ، يؤكدون فيها ولاءهم وخضوعهم ، وتسلط مصر على العالم (٤) ، وقد استمرت السيادة المصرية على هذا المنوال حتى القرن الثالث عشر ، إلا على أيام أزمة العمارنة ، بدليل وجود جعارين من عهد رعمسيس الثاني ، وكما تدلنا كذلك حروبه وحروب أبيه من قبل على السيادة المصرية في فلسطين وسورية (٥) ،
__________________
(١) أنظر عن هذه الممالك (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٥٤٧ ـ ٥٥٨).
(٢) جون إلدر : الأحجار تتكلم ـ علم الآثار يؤيد الكتاب المقدس ص ٥٤ (مترجم) ، وكذا M. F.
٣٣٤.p ، ١٩٧٠. Unger, Unger\'s Bible Dictionary, Chicago ,
(٣) J.H.Breasted ,ARE ,II ,P. ٣٤٧ ـ ٣٤٦. وكذاA.H.Gardiner ,op ـ cit ,P. ٢٠٦
(٤) ٢٠٤. J.A.Wilson ,op ـ cit ,P.
(٥) ١٦٢.J.Finegan ,op ـ cit ,P.