ومنها (ثامنا) وجود إناء مكسور عليه كتابة مصرية لأحد جباة الضرائب في «لخيش» وقد سجل فيها تسلمه لشحنة من القمح ، في السنة الرابعة من عهد فرعون معين ، تشير الدلائل جميعها على أنه «مرنبتاح» ، ومن ثم فالسنة الرابعة هنا إنما تعني عام ١٢٢٠ قبل الميلاد (١) ، مما يؤكد أن السيادة المصرية على فلسطين ظلت قائمة حتى السنة الرابعة من عهد مرنبتاح ، وأن الإسرائيليين لم يكونوا قد استولوا على المدينة حتى هذا الوقت أي عام ١٢٢٠ ق. م.
ومنها (تاسعا) أن سلسلة الأنساب الكهنوتية ، وكذا تقارير التوراة في سفر القضاة إنما تتفق مع هذا التاريخ المتأخر (٢) (أي الخروج في عهد مرنبتاح) ، ومنها (عاشرا) أن إسرائيل لم تظهر في حملات رعمسيس الثالث (١١٨٢ ـ ١١٥١ ق. م) ثاني ملوك الأسرة العشرين ، سواء قبل هزيمته لشعوب البحر في عام حكمه الثامن (٣) (١١٧٤ ق. م) أو بعده ، وإنما ظل الفرعون محتفظا بإمبراطوريته الواسعة في فلسطين وجنوب سورية ، وقد عثر له على تمثال في بيسان ، وآخر في مجدو ، فضلا عن بنائه معبدا لآمون في فلسطين وكان خط الحدود المصرية عند «زاهي» في مكان ما عند الشاطئ في فينيقيا الجنوبية ، ومن هنا فإن حملة الفرعون الثانية على آمور ، إنما كان الهدف منها هو الحفاظ على أملاك مصر في فلسطين بصفة خاصة ، وفي سورية بصفة عامة ، وبدهي أن هذا كله إنما يدل على عدم وجود إسرائيل ، ككيان مستقر في فلسطين حتى أيام رعمسيس الثالث (١١٨٢ ـ ١١٥١ ق. م).
__________________
(١) جون الدر : المرجع السابق ص ٧٠ وكذا ٧٤١٩٣٩ ، F ٢٣.p ، ١٩٣٧ ، ٦٨W.F.Albright ,BASO ,
.. ٤٦. P ، ١٩٥٣ ، ١٣٢ ، ٢٢ ـ ٢٠ p وكذاJ.Finegan ,op ـ cit ,P.
(٢) W.M.F.Petrie ,Egypt) ٣ (d Israel , ٣٨.p ، ١٩٢٥.
(٣) ٥٥ ـ ٤٠.p ، ١٩٤٣ ، ٤. H. Nelson, The Noval Battle Pictures at Medinet Habu, JNES,