ومنها (حادي عشر) أن حالة الاضطرابات التي كتب على الكنانة أن تعيشها في الفترة فيما بين وفاة مرنبتاح عام ١٢١٤ ق. م ، وبداية عهد رعمسيس الثالث في عام ١١٨٢ ق. م ، كانت أكثر الفترات ملاءمة لأن يعيش بنو إسرائيل في التيه ، وهم في مأمن من أن تهاجمهم القوات المصرية فتقضي عليهم أو تعيدهم إلى مصر ثانية ، ذلك أعقب موت مرنبتاح فترة من الاضطرابات حدثت فيها مؤامرات شتى حول العرش المصري ، فتعاقب عليه عدد من الملوك لم يحكموا سوى فترات قصيرة ، كما كانوا ملوكا ضعافا ، مما أدى في نهاية الأمر إلى اضطراب الأمور وتعقيدها ، وزادت الحال سوءا بالتدريج ، حتى آلت آخر الأمر إلى فوضى شاملة ، وصفتها «بردية هاريس» بأن أرض مصر قد اضطربت ، وأصبح كل رجل يضع شريعته الخاصة ، ولم يكن هناك قائد مدى بضع سنين سابقة ، حتى كانت مصر في أوقات أخرى تضم أمراء وحكام قرى ، ثم جاء وقت بعد سنين فارغة ... وسوري معهم أصبح أميرا ، وجعل البلاد كلها تدفع الضرائب» (١) ، ومن هذا النص استنتج المؤرخون أن «إرسو» السوري حكم البلاد في نهاية الأسرة التاسعة عشرة وربما كان «إرسو» هذا ، هو «باي» رئيس الديوان الذي أرغم الملكة «تاأوسرت» على أن تجلس «سبتاح» على العرش تحت وصايتها ، وإن انفردت بالعرش بعد وفاته ، ثم بقي الحال هكذا حتى نجح «ست نخت» في أن ينقذ البلاد من وهدتها ، وأن يجلس على العرش المصري قرابة عامين (١١٨٤ ـ ١١٨٢ ق. م) ليخلفه ولده رعمسيس الثالث (٢).
ومنها (ثاني عشر) أن اضطراب الأمور في سورية وفلسطين بسبب
__________________
(١) J.Wilson ,ANET , ١٦٠.p ، ١٩٦٦.
(٢) محمد بيومي مهران : مصر ٢ / ١٤١ ـ ١٤٣ ، ألكسندر شارف : تاريخ مصر ص ١٥٩ وكذا.V J.Cerny , وكذاA.Gardiner ,op ـ cit ,P. ٢٨١ ـ ٢٧٩. وكذاBeckerath ,JEA , ٧٤ ـ ٧١.p ، ١٩٦٣ ، ٤٩.
JEA, ٢٥٨ ـ ٢٤٣.p ، ٢٩.