شعوب البحر ، التي أدت إلى القضاء على الدولة الحيثية (١) ، وبالتالي هروب الحيثيين ، مع شعوب أخرى ، إلى سورية وفلسطين ، الأمر الذي يبدو واضحا في التقاليد اليهودية التي تحدثنا عن تجمعات حيثية كبيرة استقرت في أرض كنعان ، واحتلت الإقليم الجبلي ، وقد وجدها رسل موسى عليهالسلام ، الذين ذهبوا يستطلعون الأرض الموعودة التي تفيض لبنا وعسلا ، وتخوفوا منهم قائلين «لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم أشد منا» (٢) ، ومنها (ثالث عشر) أن فترة دخول بني إسرائيل كنعان ، طبقا لهذه النظرية ، تتفق وغزوات شعوب البحر على سورية ، واشتباك رعمسيس الثالث معهم في حرب ضروس ، دارت رحاها على الأرض الأسيوية مرة ، وعلى الأرض الأفريقية مرتين ، بل إن انتهاء فترة التيه ، وبداية دخول بني إسرائيل أرض كنعان ، إنما تتفق وحملة رعمسيس الثالث على سورية في عام حكمه الثامن (حوالي عام ١١٧٤ ق. م) ، للاشتباك مع شعوب البحر عند «زاهي» ثم انشغاله بعد ذلك في حروبه ضد شعوب البحر على حدوده الغربية (٣) ، فإذا كان ذلك كذلك ، فقد مكنت هذه الظروف بني إسرائيل من دخول كنعان وأعطتهم الفرصة ليعبثوا في الأرض فسادا.
ومنها (رابع عشر) أن خلفاء رعمسيس الثالث ما كانوا بقادرين على الحفاظ على الإمبراطورية المصرية في آسيا ، ربما لأنهم كانوا أضعف من ذلك ، وربما لأن الظروف الداخلية والخارجية لم تساعدهم على ذلك ،
__________________
(١) O.R.Gurney ,The Hittites , ٣٩ ـ ٣٨.p ، ١٩٦٩.
(٢) عدد ١٣ / ١ ـ ٣٣.
(٣) محمد بيومي مهران : مصر والعالم الخارجي في عصر رعمسيس الثالث ص ٢٠٠ ـ ٢٤١ ، حركات التحرير في مصر القديمة ص ٢٥١ ـ ٢٦٨ ، مصر ٢ / ١٨٥ ـ ١٩٧ ، وكذا
W. Holscher, W. Edgerton and J. Wilson, Historical Records
وكذاLilyan and Aegypten ,Hamburg , ١٩٣٧of Ramsses ,III ,Chicago , ١٩٣٦.