وَفُومِها) (١) (وَعَدَسِها وَبَصَلِها ، قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) (٢).
ثم ما يمضي حين حتى تقوم ثورة أخرى ، فهناك في «رفيديم» «خاصم الشعب موسى وقالوا أعطونا ماء لنشرب ، وتذمر الشعب على موسى وقالوا : لما ذا أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش» ، ويأمر الرب نبيّه «أن اضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ، ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل ، ودعا اسم الموضع مسه ومريبه ، من أجل مخاصمة بني إسرائيل ومن أجل تجربتهم للرب قائلين : أفي وسطنا الرب أم لا» (٣) ، ويفسر «يوسف اليهودي» ذلك بأنهم وصلوا إلى رفيديم في حالة يرثى لها بسبب العطش ، ولا شك في أن الصخرة في «حوريب» حيث يوجد ماء مغطى ، ويرى رواد الصحراء الذين درسوا تربتها وجاسوا خلالها ، أمثال «جارفس» و «وولي» أنه يمكن الحصول أحيانا على الماء في هذه النواحي تحت طبقة رقيقة من الحجر الجيري على عمق قدمين ويظل مخزونا طوال العام (٤).
__________________
(١) الفوم : قيل الثوم وقيل الحنطة ، وهو البر الذي يصنع من الخبز ، وقال الفخر الرازي : الثوم أوفق للعدس والبصل من الحنطة ، ولقراءة ابن مسعود «وثومها» ، وأما القثاء فهو الخيار (تفسير النسفي ١ / ٥١ ، تفسير القرطبي ١ / ٤٢٥ ، صفوة التفاسير ١ / ٦٤).
(٢) سورة البقرة : آية ٦١ ، وانظر تفسير الطبري ٢ / ١٣٠ ـ ١٤٢ ، تفسير الطبرسي ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٨ ، تفسير النسفي ١ / ٥٥ ـ ٥٦ ، تفسير روح المعاني ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٨ ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ١ / ٧٣ ـ ٧٤ ، تفسير أبي السعود ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، في ظلال القرآن ١ / ٧٥ ، تفسير ابن كثير ١ / ١٤٥ ـ ١٠٢ ، تفسير القرطبي ص ٣٥٩ ـ ٣٧٠ ، تفسير المنار ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٦ ، تفسير القاسمي ٢ / ١٣٧ ـ ١٤٠ ، تفسير الفخر الرازي ٣ / ٩٨ ـ ١٠٢ ، التفسير الكاشف ١ / ١١٤ ـ ١١٦ ، الجواهر في تفسير القرآن الكريم ١ / ٧٤ ـ ٧٧.
(٣) خروج ١٧ / ١ ـ ٧.
(٤) نجيب ميخائيل : المرجع السابق ص ٣٠٤.