إسرائيل على أيام «ير بعام الأول» (٩٢٢ ـ ٩٠١ ق. م) وبعد موت سليمان عليهالسلام مباشرة ذلك أن يربعام ، خوفا من أن تعود قلوب القوم تتعلق بأور شليم ، قد هداه تفكيره المريض إلى أن يعيد المكانين المقدسين عند القوم ، وكان الواحد منهما في «بيت إيل» ، والآخر في «دان» ، وأن يزود كل منهما «بالعجل الذهبي» ، بل إن عاصمتهم السامرة فيما بعد ، قد زودت كذلك «بعجل ذهبي» (١).
وليس هناك من ريب في أن هذا ، إنما كان ، مرة أخرى ، من تأثير الوثنية المصرية على بني إسرائيل ، ذلك أن عبادة العجل في مصر جد عميقة الجذور ، إذ ترجع إلى ما قبل عصر موسى بكثير ، إلى أيام الأسرة الأولى حوالي عام ٣٢٠٠ ق. م ، ثم استمرت حتى ظهور المسيحية وغلبتها عليها ، ويذهب «والتر إمري» إلى أن العجل كان في نظر القوم ، رمزا للقوة في الحروب ، كما أنه رمز للإخصاب ، في نفس الوقت ، وأن عبادته بدأت منذ أيام الأسرة الأولى ، اعتمادا على تصوير ملوك هذه الأسرة على هيئة ثيران (٢) ، هذا وقد اشتهرت هذه العبادة باسم «مرور وعبي» (منفيس وأبيس في تصحيف اليونان) حيث عبد الأول في «أون» (عين شمس) رمزا لإله الشمس رع ، وعبد الثاني في منف مدينة بتاح ، رمزا للإله بتاح ، وقد احتفظ المصريون في معبد بتاح بالعجل المقدس «أبيس» ، دون أن تكون هناك علاقة ما بين الإلهين ، على الأقل في العصور القديمة (٣) ، كما أن «بتاح» لم يصور أبدا على هيئة ثور ، ولم يعتقد أحد أنه تجسد في ثور (٤) ، ولم يعتبر أبيس كروح للإله بتاح ، إلا على أيام الدولة الحديثة ، وإن كان هناك اعتقاد
__________________
(١) ٢٣٢. ملوك أول ١٢ / ٢٥ ـ ٣٢ ، هوشع ٨ / ٥ ـ ٦ وكذاM.Noth ,op ـ cit ,P.
(٢) ١٢٤.p ، ١٩٦٣. W.B.Emery ,Archaic Egypt ,
(٣) أدولف إرمان : ديانة مصر القديمة ـ القاهرة ١٩٥٢ ص ٣١ (مترجم).
(٤) ١٠.p ، ١٩٤٢ G.Frankfort ,Kingship and the Gods ,Chicago ,.