مصر ، وصاغوا العجل الذهبي ، تمجيدا للإلهة البقرة ، والتي اصطلح على أنها كانت سيدة تلك البلاد.
هذا ويفترض «أوسترلي» (١) ، طبقا لما جاء في التوراة (٢) ، أن هذا العجل الذهبي إنما كان معبودا مصريا ، وأنه هو الإلهة حاتور ، وأن هناك تمثالا في المتحف المصري بالقاهرة لهذه الإلهة البقرة يرجع إلى أيام أمنحتب الثاني (١٤٣٦ ـ ١٤١٣ ق. م) ، وقد غطى الرأس والعنق والقرنان في الأصل بالذهب ، ويشير إلى «العجل الذهبي» ، وقد وصف في مكان آخر ، وكأنه الإلهة ذات القلائد المضيئة «مثل السماء بنجومها» ، وهي تدعى «الواحدة الذهبية» أو «ذهب الآلهة» ، ولعل في هذا إشارة كذلك إلى السبب الذي من أجله سمي العجل بـ «الذهبي» ، وقد وجدت صور هذه الإلهة في بيت شان (بيسان) وجازر وأريحا ، وإن الإلهة «عشتار» كانت تمثل أحيانا بلباس الرأس الخاص بحاتور ، ولهذا كله ، فإننا نستطيع أن نوحّد العجل الذهبي بالإلهة المصرية «حاتور» ، هذا فضلا عن أن من صفات حاتور ، أنها كانت تدعى إلهة الحب ، والإلهة المرحلة الطروب ، ومن ثم فقد كانوا يسمونها «بالذهبية» ، وقد دعاها اليونان «أفروديت» ، ومن ثم فقد كانت النسوة يخدمنها ويحتفلن بها ، وذلك بإقامة حفلات الرقص والغناء واللعب على الصاجات والشخشخة بقلائدهن ، وبالعزف على الدفوف (٣).
ولعل من الجدير بالإشارة أن قارئ التوراة يجد في سفر الخروج صدى لهذه الاحتفالات النسوية بحاتور ، من إقامة حفلات الرقص والغناء
__________________
(١) ١٩٤٧ W. O. E. Oesterly, Egypt and Israel, in The Legacy of Egypt, Oxford,
(٢) خروج ٣٢ / ٢ ـ ٤ ، ملوك أول ١٢ / ٢٨.
(٣) أدولف إرمان : المرجع السابق ص ٣٦ ـ ٣٧ ، سليم حسن : المرجع السابق ١ / ٢٠٨ ، جيمس بيكي : المرجع السابق ٢ / ١٨٩.