واللعب ، ذلك أن بني إسرائيل ، بعد أن صاغوا عجلهم الذهبي ، وقدموا له القرابين ، «جلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب» (١) ، وأن موسى عليهالسلام عند ما اقترب من المحلة أبصر العجل والرقص (٢) ، وطبقا لترجمة اليسوعيين ، فلقد «رأى موسى الشعب أنهم عراة ، لأن هارون (٣) كان قد عراهم أمام أعدائهم ، لأجل ما هو عار نجاسة» (٤) ، وهكذا تصور لنا التوراة جماعة إسرائيل ، وهي ترقص عارية ، ويذهب بها المرح من حول «العجل الذهبي» كل مذهب ، مما يتفق ومظاهر الاحتفال بحاتور (٥).
على أن هناك فريقا آخر يعارض هذا الاتجاه ، ويرى أن بني إسرائيل عبدوا عجلا ، وليس بقرة ، فالأستاذ «دياكونوف» (I.M.Diakonoff) يرى أن العجل الذهبي إنما كان في صورة حيوان ذكر ، وليس أنثى ، ومن هنا فإنه يشك كثير في أن الإسرائيليين قد صاغوا هذا العجل الذهبي تمجيدا للإلهة «حاتور» (٦) ، ويذهب الدكتور ثروت الأسيوطي إلى أن بني إسرائيل قد قدسوا النجوم ، وتقربوا إلى القمر ربيب الرعاة في الليالي الرطبة ، بعد الشمس المحرقة ، ومن ثم فقد عبدوا العجل باعتباره رمزا للقمر (٧) ، بل إن جوستاف لوبون إنما يذهب إلى أن العجل من أصل كلداني ، وكان بنو
__________________
(١) خروج ٣٢ / ٢ ـ ٨.
(٢) خروج ٣٢ / ١٩.
(٣) لاحظ هنا أن التوراة تجعل هارون ، وحاشاه أن يفعل ذلك ، هو الذي صنع العجل وأغوى بني إسرائيل ، وليس السامري ، وهذا ما سنناقشه حالا.
(٤) نص ترجمة دار الكتاب المقدس بالقاهرة (ط ١٩٨٢) كالتالي : ولما رأى موسى الشعب أنه معري لأن هارون كان قد عراه للهزء بين مقاوميه (خروج ٣٢ / ١٩).
(٥) أنظر عن : الردة وعبادة العجل في سيناء (محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٤٦٢ ـ ٤٧٩ ـ الاسكندرية ١٩٧٨).
(٦) ٥١٤. L.Woolley ,op ـ cit ,P.
(٧) ثروت الأسيوطي : نظام الأسرة بين الاقتصاد والدين ، بنو إسرائيل ص ١٤٩.