الدلتا الشرقية ، ومن ثم فقد عبدت حاتور في مناطق كثيرة من الصعيد ، في كوم أمبو والجبلين والأقصر وهو بنجع حمادي والقوصية وأطفيح ومنف ، كما عبدت في بلاد النوبة وبونت وجبيل ، وإن كان أهم مراكز عبادتها في «دندرة» (٥ كيلا شمالي قنا عبر النهر) حيث معبدها الكبير ، والذي يضارع معبد أدفو في روعته واكتماله ، وقد بناه بطليموس الثاني (٢٨٤ ـ ٢٤٦ ق. م) على أنقاض معبد حاتور القديم ، وإن لم يتم البناء إلا حوالي منتصف القرن الأول قبل الميلاد ، وما يزال حتى الآن يعدّ من أحسن المعابد المصرية ، وأكثرها تأثيرا (١) ، وهذا يعني أن بني إسرائيل كانوا يعيشون في منطقة بعيدة عن نفوذ عبادة حاتور ، والعكس صحيح بالنسبة إلى عبادة العجول كمنفيس وأبيس.
ومنها (ثانيا) أن القرآن الكريم قد انفرد ، من دون التوراة ، بذكر نوعين من الردة ، الأولى محاولة عبادة حتحور ، بينما الثانية وقد ذكرتها التوراة كذلك ، عبادة العجل الذهبي ، ذلك أن آية الأعراف (١٣٩) إنما تتحدث عن تطلع بني إسرائيل ، بمجرد عبورهم البحر ، إلى عبادة إله آخر ، غير إله موسى ، يقول تعالى : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٢) ، وقد أشرنا من قبل ، إلى أن مناجم الفيروزج تكثر في وادي مغارة وسرابة الخادم ، حيث أقيم معبد للإلهة حاتور ، ربة الفيروزج ، منذ أيام الدولة الوسطى ، التي عملت على استغلال تلك المنطقة باهتمام
__________________
(١) محمد بيومي مهران : الحضارة المصرية ـ الاسكندرية ١٩٨٤ ص ١٦٠ ، ٣٣٧ ـ ٣٤١ ، وكذا
١٠٥.p ,VI , ٥٦. H. Gauthier, Dictionnaire des Noms Geographiques, I, P.
A. وكذا
P. Lacau and H. Chevriar, Une chapell de Sesostris Ler a Karnk, Le cairo,
٢٢٤١٣٠ ـ ١٢٩ ، ٤٥ ..p ، ١٩٥٦H.Gardiner ,op ـ cit ,P.
(٢) سورة الأعراف : آية ١٣٩.