لَهُ خُوارٌ ، أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ، اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ) (١) ويقول : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ، فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى) (٢).
ويحاول هارون عليهالسلام أن يعيد القوم الضالين إلى عقيدة التوحيد ، (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (٣) ، ولكنهم وقد أشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم أجابوه ، (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) (٤) ، وأخبر الله تعالى نبيّه موسى بردة قومه ، وإخلال السامري لهم ، فيعود موسى إلى قومه غضبان أسفا ، ويشتد في اللوم على هارون أخيه ، ظنا منه أن قصر ، حين انساق القوم إلى عبادة العجل ، يقول تعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٥) ، ويقول : (قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ، أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ، قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (٦).
وهنا تتجه التوراة إلى منزلق خطر ، حيث يذهب كتبتها في الضلال
__________________
ـ تفسير الطبرسي ١ / ٣٦٣ ـ ٣٦٧ ، تفسير الكشاف ١ / ١٦٥ ، تفسير روح المعاني ١ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧ ، تفسير المنار ١ / ٣٠٨ ، تفسير ابن كثير ١ / ١٨٠ ـ ١٨١.
(١) سورة الأعراف : آية ١٤٨.
(٢) سورة طه : آية ٨٨.
(٣) سورة طه : آية ٩٠.
(٤) سورة طه : آية ٩١.
(٥) سورة الأعراف : آية ١٥٠.
(٦) سورة طه : آية ٩٢ ـ ٩٤.