العربي ، ودكوا عروش الأباطرة ، ونشروا الإسلام ، وشادوا الحضارة العربية الإسلامية.
(٣) التيه : ـ
وهكذا كان حكم الله العادل على هؤلاء القوم الفاسقين من بني إسرائيل بالفناء والتشرد ، تقول التوراة : «إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي التي عملتها في مصر وفي البرية ، وجربوني الآن عشر مرات ولم يسمعوا لقولي ، لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم ، وجميع الذين أهانوني لا يرونها» (١) ، ثم يقول لموسى : «حي أنا يقول الرب ، لأفعلن بكم تكلمتم في أذني ، في هذا القفر تسقط جثثكم ، جميع المعدودين منكم حسب عددكم ، من ابن عشرين سنة فصاعدا ، الذين تذمروا على ، لن تدخلوا الأرض التي رفعت يدي لأسكنكم فيها ، ما عدا كالب بن يفنة ويشوع بن نون ، وأما أطفالكم الذين قلتم يكونون غنيمة ، فإني سأدخلهم فيعرفون الأرض التي احتقرتموها ، فجثثكم أنتم تسقط في هذا القفر ، وبنوكم يكونون رعاة في القفر أربعين سنة ، ويحملون فجوركم حتى تفني جثثكم في القفر ، كعدد الأيام التي تجسستم فيها الأرض أربعين يوما للسنة ، يوم تحملون ذنوبكم أربعين سنة فتعرفون ابتعادي أنا الرب ، قد تكلمت لأفعلن هكذا بكل هذه الجماعة الشريرة المتفقة عليّ ، في هذا القفر يفنون وفيه يموتون» (٢).
وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى : (قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٣).
__________________
(١) عدد ١٤ / ٢٢ ـ ٢٣.
(٢) عدد ١٤ / ٢٨ ـ ٣٥.
(٣) سورة المائدة : آية ٢٦ ، وانظر : تفسير الكشاف ١ / ٦٢١ ، تفسير الطبري ١٠ / ١٩٠ ـ ٢٠٠ ، في ظلال القرآن ٦ / ١٢٩ ـ ١٣٠ تفسير الطبرسي ٦ / ٦٩ ـ ٧١ ، تفسير النسفي ٢ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ، تفسير المنار ٦ / ٢٧٧ ـ ٢٧٩ ، تفسير القرطبي ص ٢١٢٦ ـ ٢١٣٠.