غير أن هناك من يرى أن موسى عيّ لا يكاد يبين حين يتكلم ، فقد أصيب بحبسة في لسانه ، نتيجة لتأخر إرضاعه (١) ، هذا فضلا عن أن أحبار اليهود ـ إلى جانب المتأثرين بالإسرائيليات ـ إنما يرون في هذا المجال أسطورة مبناها أن فرعون إنما كان يداعب موسى ـ وهو ما يزال بعد في الثالثة ـ فحمله بين ذراعيه ، ورفعه مدللا إلى أعلى ، فاختطف موسى التاج من على رأس فرعون ووضعه فوق رأسه ، فانزعج فرعون بهذا الفأل ، واهتم باستشارة حكمائه ، إذ أحس أن الطفل إنما سوف يكون له شأن في تقويض عرشه ، فأراد اختباره فأمر بإعداد طبقين ، ووضع بأحدهما تمر أحمر ، وبالآخر جمر ، فأوحى الله ـ كما يدعون ـ إلى موسى أن يتناول الجمر ، إبعادا لشبهة الإدراك الناضج عن الطفل ، ووضع الجمر على لسانه ، فأصبح عييا لهذا السبب (٢).
وإذا ما أردنا مناقشة آراء العالم اليهودي «فرويد» ، فيما يختص بمصرية اسم موسى أصلا واشتقاقا ، لرأينا أنها أمر قبول تماما ، ذلك لأن فكرة الأصل المصري لاسم موسى ، منذ أن نادى به «جيمس هنري برستد» ، و «أدولف إرمان» و «سيجموند فرويد» ، أصبحت الآن من الحقائق التي يكاد يتفق عليها العلماء ـ ومنهم أدولف لودز (٣) ، وجريفث (٤) ، وجاك فنجان (٥) ، وسيسل روث (٦) ، ووليم أولبرايت (٧) ، وستانلي كوك (٨) ، وغيرهم.
__________________
(١) عبد الرحيم فودة : في معاني القرآن ص ١٦٧.
(٢) فؤاد محمد شبل : إخناتون : رائد الثورة الثقافية ، القاهرة ١٩٧٤ ص ٨٧ ، تفسير أبي السعود ٦ / ١٢ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٩٠ ، ابن الأثير ١ / ٩٨.
(٣) ١٦٩ A.Lods ,op ـ cit ,P ..
(٤) ١٩٥٣ ، ١٢. J.G.Griffiths ,in JNES , ٢٣١.p ،
(٥) ١٣٤ J.Finogan ,op ـ cit ,P ..
(٦) ٨ ـ ٧. C.Roth ,op ـ cit ,P.
(٧) ١٤ W.F.Albright ,op ـ cit ,P ..
(٨) ٣٥٥ S.A.Cook ,op ـ cit ,P ..