ويضيف أستاذنا الدكتور حسن ظاظا ـ إلى حجج «فرويد» ـ أنه لم يرد في أسماء الساميين جميعا ـ سواء أكانوا من العبريين أم من غيرهم كالآراميين والكنعانيين والأكاديين ـ اسم نطقه كاسم «موسى» ، فهذا النبي هو أول شخص يحمل هذا الإسم (١) ، ويقرر «الزوهار» مصرية موسى ـ وإن لم يستبعد يهوديته في نفس الوقت ـ اعتمادا على نص التوراة ـ على لسان بنات رعوئيل ـ بأنه رجل مصري (٢).
وأما المصادر الإسلامية ، فتكاد تجمع على أن موسى الكليم ـ عليهالسلام ـ قد ولد لامرأة من بني إسرائيل ، وأن هارون أخوه ، فهما إذن من ذرية إبراهيم الخليل ، شأنهما في ذلك ، شأن إسحاق ويعقوب ، عليهمالسلام ، إلا أن هناك في الكتاب الحكيم آيتين تقصان علينا ما وقع ، إذ غضب موسى على أخيه هارون ، ظنا منه أن قصر ، حين انساق القوم إلى عبادة العجل ، يقول سبحانه وتعالى في الآية الأولى : (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ، قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٣) ، ويقول في الآية الثانية : (قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (٤).
__________________
(١) حسن ظاظا : الفكر الديني الإسرائيلي ، القاهرة ١٩٧١ ص ١٧.
(٢) خروج ٢ : ١٩.
(٣) سورة الأعراف : آية ١٥٠ ، وأنظر : تفسير الطبري ١٣ / ١٢٠ ـ ١٣٣ ، تفسير الطبرسي ٩ / ٢٧ ـ ٢١ ، الجواهر في تفسير القرآن الكريم ٤ / ٢٢٠ ، تفسير أبي السعود ٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، تفسير روح المعاني ٩ / ٦٨ ـ ٦٩ ، تفسير الكشاف ٢ / ١١٩ ، تفسير الفخر الرازي ١٥ / ٩ ـ ١٠ تفسير القاسمي ٧ / ٢٨٦٠ ـ ٢٨٦٢ ، تفسير المنار ٩ / ١٧٧ ـ ١٨١ ، تفسير تفسير القرطبي ص ٢٦٥١ ـ ٢٦٥٢ ، تفسير وجدي ص ١١٦ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٧٤.
(٤) سورة طه : آية ٩٤ ، ويقول أبو حيان في البحر المحيط (٤ / ٣٩٦) ناداه يا ابن أم استضعافا وترفقا ، وكان شقيقه وهي عادة العرب تتحنن بذكر الأم ، وأيضا كانت أمهما مؤمنة وأيضا لما ـ