الطفل ، غير تلك الحيلة البدائية (١)؟
وأيا ما كان الأمر ، فيبدو لي أن القول بأن سيدنا موسى عليهالسلام ، كان مصريا ، ولم يكن إسرائيليا ، قول فيه من الخطورة ما فيه ، فإن احتمالات الخطأ فيه لجسيمة رهيبة خطيرة ، ومع ذلك ، فهو كافتراض ـ من حيث هو ظن ، نجد له صدى في اسمه المصري (أولا) ، وفي التوراة حيث وصف ، على لسان بنات رعوئيل صهره ، بأنه «رجل مصري» (ثانيا) وفي «الزوهار» حيث يقر مصريته (ثالثا) وفي الآيتين الكريمتين حيث التركيز فيهما على كلمة «ابن أم» (رابعا) وفي رواية «الزجاج» على أنه ليس بشقيق لهارون ، وكذا في رواية البيضاوي وأبي السعود بأنه كان أخا هارون من الأم ، وإن ذهب الجمهور إلى أنهما شقيقان (خامسا) ، وأخيرا (سادسا) في الأثر من أنه «كان بطيئا في الكلام» ، وفي قول التوراة : «أنه ثقيل الفم واللسان» ، وفي قول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة طه حيث يدعو ربه (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي) ، وفي الشعراء (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) ، وفي القصص : (وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) وفي الزخرف ، على لسان فرعون (وَلا يَكادُ يُبِينُ) ، وفي إجماع التوراة والقرآن العظيم على استعانة موسى بأخيه هارون في توصيل رسالته إلى بني إسرائيل ، وإلى فرعون وملئه (٢).
ومع ذلك ، فما زلت أشك كثيرا ، في أن موسى عليهالسلام لم يكن
__________________
(١) محمد فؤاد شبل : المرجع السابق ص ٨٧ ثم انظر : تفسير القرطبي ص ٤٢٣٢ ، تفسير الدر المنثور ٥ / ١١٩ ـ ١٢٠.
(٢) سورة طه : آية ٢٧ ، الشعراء : آية ١٣ ، القصص : آية ٣٤ ، الزخرف : آية ٥٢ ، تفسير القرطبي ص ٢٧٢٦ ، تفسير البيضاوي ٤ / ٢٩ ، تفسير النسفي : آية ٣ / ٦٣ ، تفسير أبي السعود ٦ / ٣٨ ، سفر الخروج ٢ / ١٩ ، ٤ / ١٠.