قبل الميلاد ، عاموس (٧٦٠ ـ ٧٤٦ ق. م) وهو شع (٧٤٠ ـ ٧٣٠ ق. م) وإشعيا الأول (٧٤٠ ـ ٧٠٠ ق. م) وميخا (٧٣٥ ـ ٧٠٠ ق. م) (١) ، فالنبي إشعياء في المرة الوحيدة التي ذكر فيها موسى في نهايات سفره يقول : «ثم ذكر الأيام القديمة موسى وشعبه ، أين الذين أصعدهم من البحر مع راعي غنمه ، أين الذين جعل في وسطهم روح قدسه ، الذي سيّر ليمين موسى ذراع مجده الذي شق المياه قدامهم ، ليصنع لنفسه اسما أبديا» (٢).
وهكذا أصبح موسى عليهالسلام ، في كتابات اليهود ، نسيا منسيا أولا ، ثم وجها أسطوريا فولكوريا فقط ، منذ أيام سليمان ، عليهالسلام (٩٦٠ ـ ٩٢٢ ق. م) إلى قرب نهاية دولة اليهود في فلسطين ، يشهد بذلك أيضا الموضع الوحيد الذي تحدث فيه النبي إرميا (٦٢٦ ـ ٥٨٠ ق. م) عن موسى (٣) بهذه العبارة : «وقال له الرب : لو أن موسى وصموئيل وقفا أمامي لما توجهت نفسي إلى هذا الشعب ، فأطرحهم عن وجهي وليخرجوا (٤)».
فإذا ما تكاثفت الأخطار حول مملكة يهوذا ، يتهددها سوء مصير ، أن يحيق بها ما حاق بمملكة إسرائيل في الشمال ، تهيأت الفرصة ـ فإن الإيمان لهو ملاد الشعب في الملمات ـ لنفر من «لاويين» ، ربما هم أحفاد بطانة موسى من كهنوت مصري ، فتنبعث ذكرى كليم الله ، وتلك الوصايا التي عهد بها إليه الرب في سيناء ، بعد أن ظلت مطوية مطمورة في أعماق الوجدان زهاء قرون ستة أو يزيد (٥).
__________________
(١) حسين ذو الفقار صبري : إله موسى في توراة اليهود ـ المجلة ـ العدد ١٦٣ ـ يوليو ١٩٧٠ ص ٥ ـ ٦.
(٢) إشعياء ٦٣ / ١١ ـ ١٢.
(٣) حسن ظاظا : الصهيونية العالمية وإسرائيل ص ٢١.
(٤) أرمياء ١٥ : ١ ، قارن الترجمة العربية للتوراة.
(٥) حسين ذو الفقار صبري : المرجع السابق ص ٦.