ذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني أن أبا علي كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والغرائب من الروايات والشاذّ من الحروف ومع ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا ومعاني وإعرابا وعللا واختلاف الناس في ذلك ينص ذلك نصا بطلاقة لسان وحسن منطق لا يلحن ، وكانت له إشارات يشير بها لمن قرأ عليه يفهم عنه في الكسر والفتح والمد والقصر والوقف وربما كان يتبدى بالمسألة من غير أن يسأل عنها بنص أقوال العلماء فيها ليرى حفظه. وكان يظهر مذهب الروافض ويشير إلى القول بالتشيع بسبب السّلطان. شاهدت منه وذاكرت به فارس بن أحمد غير مرة وكان لا يرضاه في دينه وبلغني أنه قال لمحمد بن علي حين ختم عليه القرآن : يا أبا بكر إنما قرأ عليك للرواية لا للدراية.
وسمعت فارس بن أحمد يقول ـ وقد ذاكرته بأبي علي ـ كان أبو علي لا يقر بقراءته على الشّنبوذي ما دام حيا فلما توفي قال : قرأت على الشنبوذي وأسند عنه (١).
وقال أبو عمرو : قتل أبو علي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، قتله صاحب (٢) مصر.
١٣٤٢ ـ الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن بن ينوس
أبو محمد البعلبكي (٣)
ابن أخي أبي السّري الفارسي ، حدّث عن وصيف بن عبد الله الأنطاكي ، وعثمان بن محمد الذهبي ، ومحمّد بن عبد الله مكحول البيروتي ، وأبوي بكر محمد بن جعفر الخوارزمي ، وأحمد بن مروان الدّينوري المالكي.
روى عنه : مكي بن محمد بن الغمر.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر المؤدب ، أنا أبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن بن ينوس ـ ببعلبك ـ ، نا أبو علي وصيف بن عبد الله الأنطاكي ، نا أحمد بن حرب ، نا عبد الله بن إدريس ، نا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي
__________________
(١) بغية الطلب ٥ / ٢٣٧٥ ـ ٢٣٧٦.
(٢) قتله الحاكم العبيدي ، قاله في ميزان الاعتدال.
(٣) ترجم له ابن العديم ٥ / ٢٣٧٧ وفي مختصر ابن منظور ٦ / ٣٤١ : «سوس» بدل «ينوس».