ونمت ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : إلى الله وإليك المشتكى يا رسول الله ، قال : مم؟ فقلت : من قوم يجيئون فيقولون : إنّي ألقن القرآن من سبعين سنة ، لا يأجرني الله عليه ، وإن هذا القرآن قد غيّر وبدّل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : عقّب ، فعقّبت ، وابتدأت فقرأت القرآن عليه من الحمد إلى قل أعوذ برب الناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هكذا أنزل عليّ ، وهكذا أقرأت القرآن.
فانتبهت والفجر قد اعترض ، فخررت لله ساجدا ، شكرا له ، وحمدته كثيرا ، وقمت إلى المسجد ، فصلّيت الفجر وانثنيت فحدثت أصحابي بما رأيت ، وقلت : قد كان يمنعني من هؤلاء القوم التقية ، وبعد هذا فلا تقية ، فإذا جاءوا ورأيتموني قد قدمت فقوموا ، وما عملت فاعملوا.
فلما كان عشية يوم الجمعة ، جاءوا كما كانوا ، وخاضوا في حديثي ، فلما رأيتهم قد اجتمعوا أخذت تاسومتي (١) بيدي ، وأخذ أصحابي نعالهم ، وسرت حتى جزت القوم ، ثم عطفت عليهم فقلت : رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : هكذا أنزل إليّ وهكذا علّمت الناس ، فرفع (٢) عليهم الصفع فلم يزل عليهم حتى غشي عليهم ، وانصرفوا بخزي عظيم ، ولم يعودوا إلى مثل ذلك ، وسار بحديث أبي علي النقار الركبان إلى سائر الأمصار.
١٤٣٤ ـ الحسن بن محمد المؤم بن الحسن
ابن علي بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب العلوي الكوفي
سكن دمشق.
ذكر أبو الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمد بن النسابة أنه اجتمع به بدمشق ، وحكى عنه أنه كان قد عمّر.
قال : وحدّثني قال : كنت بالكوفة وأنا صبي بالمسجد الجامع وقد جاء القرامطة بالحجر الأسود ، وكان أهل الكوفة قد رووا عن أمير المؤمنين علي رضياللهعنه أنه
__________________
(١) تاسومة : نوع من الأحذية.
(٢) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور ٧ / ٦٥ ووقع.