عيسى السعدي ـ في كتابه ـ ، أنا عبد الغني بن سعيد ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن عمر رحمهالله يقول (١) : سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول : كنت بمصر في مجلس حمزة بن محمد الكناني وفي المجلس جماعة من أصحاب الحديث ، وجرت المذاكرة ، فذكرت لحمزة بن محمد هذا الحديث ـ يعني حديث عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن شعبة ، عن زائدة ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن عائشة [قال : صلى النبي](٢) صلىاللهعليهوسلم في ثوب بعضه عليّ ، فأنكره غاية النكير ، ولحقني من ذلك أمر عظيم ، وكان في المجلس رجل قد كتب عن أبي العباس بن عقدة جمعه ، حديث أبي حصين فقال : أنا آتيكم بحديث أبي حصين لابن عقدة ، فمضى وأتى به.
فنظروا فيه فلم يجدوه ، وإذا هم ينظرونه في حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة ، فأخذت الكتاب فأخرجته من ترجمة أبي صالح ، عن عائشة ، قد حدث به ابن عقدة ، عن علي بن حسين بن حبان ، فسري عني. قال عبد الغني : وكان هذا الحديث عند حمزة ، عن أبي يعلى ، عن أبي خيثمة ، عن عبد الصمد ، عن زائدة نفسه ليس فيه شعبة ، عن زائدة.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٣) : حدّثت عن أبي الحسن الدار قطني ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول : قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل (٤) أبو الفضل إلى حلب فتلقاه الناس فكنت فيمن تلقاه فعرف أني من أصحاب الحديث فقال : تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة كل واحد منهم عن صاحبه؟ فقلت : نعم ، وذكرت له حديث السّائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزّى ، عن عبد الله بن السعدي ، عن عمر بن الخطاب في العمالة. قال : فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة.
قال الخطيب (٥) : قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي : رأيت أبا الحسن الدار قطني جالسا بين يدي أبي محمد السّبيعي كجلوس الصبيّ بين يدي المعلم هيبة له.
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٢٦١.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وكتب مكانها فوق السطر كلمة «كذا» والمستدرك عن بغية الطلب.
(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٣.
(٤) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : الوزير الفضل بن جعفر أبو الفتح.
(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٣.