أصلح الله الأمير ، ها ما أشخصني حاجة ولا قنعت بالمقام ولا أرضى بالنّصف وقمت هذا المقام فقال له : ولم؟ فقال : لأن الناس ثلاثة : غني وفقير ومستزيد ، فالغني من أعطى حقه ، والمستزيد من طلب الفضل بعد الغنى ، وإني نظرت في أمرك وجدتك قد أوصلت إلى حقي فتاقت نفسي إلى استزادتك ، فإن منعتني قد أنصفتني وإن زدتني زادت أياديك عندي فأعجب المهلّب كلامه وقضى حوائجه.
وذكر بكار بن علي بن رياح الرياحي ، قال : أنشدني الصفا (١) :.
في سبيل الله ودّ حسن |
|
دام من قلبي لوجه حسن |
وهوى ضيعته في مسكن |
|
ليس حظي منه غير الحزن |
يرقد الليل ويستعذبه |
|
وإذا ما رمت طيب الوثن |
زارني منه خيال ماله |
|
إرب في غير (٢) ان يوقظني |
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني سنة إحدى تسعين وثلاثمائة ، فيها توفي أبو علي الحسن بن علي الصّقلي الدمشقي بمكة بعد أن حج في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي ، قال : وقدم إلى دمشق سابق الحاج يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم سنة اثنتين وتسعين وأخبر أن أبا علي الصّقلي الدمشقي مات بمكة بعد أن حج ودخل إلى مكة وكفّن وحمل وطافوا به حول البيت ، ثم دفن وكان موته لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة.
قرأت بخط الدمشقيين. أنشدني المسور ـ يعني أبا الفرج الحسين بن محمد ـ لنفسه يرثي أبا علي الصقلي (٣).
ومات يوم الثامن من ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وهو يريد الحج وصلّي عليه بعرفة يوم الحج وقال بعضهم يرثيه :
آليت لا أبكي على ذاهب |
|
لأنني في إثره الذاهب |
مضى الصّقلي إلى ربه |
|
حزني عليه أبدا واجب |
سقى بلادا حلها شخصه |
|
متعنجر شؤبوبه ساكب |
__________________
(١) كذا. وفي تهذيب ابن عساكر ٤ / ٢٣٨ «الصقلي».
(٢) كذا عجزه بالأصل.
(٣) كذا.