قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي الحسن محمد بن عمر بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب بن شيبة ، قال : سمعت الحسن بن علي يقول : سمعت أبا أسامة يقول : أوصى عبدة بن أبي لبابة للحسن بن الحر بجارية كانت له عند موته ، قال : فمكثت عند الحسن دهرا لا يطأها ، فقيل له في ذلك فقال : إني كنت أنزل عبدة مني بمنزلة الوالد ، فأنا أكره أن أطلع مطلعا اطلعه.
قال : ونا جدي يعقوب ، حدّثني محمد بن إسماعيل ، نا عبد الله بن عمر قال : سمعت حسين بن علي الجعفي يقول (١) : كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مرّ به البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير لعل الرجل يكون رأس ماله درهما أو درهمين فيدعوه فيقول كم رأس مالك؟ وكم عيالك؟ فيخبره. فيقول : درهم أو درهمين أو ثلاثة.
فيقول : إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها؟ فيقول : لا ، فيعطيه خمسة دراهم ، فيقول : هذه اجعلها رأس مالك واشتر بها وبع ، ويعطيه خمسة أخرى فيقول : اشتر بهذه لأهلك دقيقا ولحما وأوسع عليهم حتى يأكلوا ويشبعوا ، ويعطيه خمسة أخرى فيقول : هذه اشتر بها قطنا لأهلك ، ومرهم فليغزلوا ، وبع بعضه واحبس بعضه ، حتى يكون لهم به مرفق أيضا. أو كما قال. وإذا مر به إنسان مخرّق الجيب قال له : يا هذا هاهنا ، ثم دعا له إبرة وخيط بها جيبه. وإن كان مقطوع الشراك دعا له بإشفى (٢) ، فأصلحه.
قال يعقوب : الحسن بن الحرثقة ، وقال يحيى بن معين : الحسن بن الحر ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا عبد الوهاب بن محمد ، أنا الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد بن أحمد ، نا عبد الله بن محمد ، نا يعقوب بن إبراهيم ، نا ابن عنبسة ، نا محرز بن حريث ، قال : كتب الحسن بن الحر إلى عمر بن عبد العزيز : إني كنت أقسم زكاتي في إخواني فلما ولّيت رأيت أن استأمرك. قال : فكتب إليه : أما بعد ، فابعث إلينا بزكاة مالك ، وسمّ لنا إخوانك نغنهم (٣) عنك ، والسّلام عليك (٤).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا [أبو](٥) أبو
__________________
(١) الخبر باختصار في سير الأعلام ٦ / ١٥٣.
(٢) الإشفى : المثقب يخرز به (القاموس : شفى).
(٣) في مختصر ابن منظور ٦ / ٣٢٨. نعنهم.
(٤) الخبر في سير الأعلام ٦ / ١٥٣.
(٥) زيادة لازمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٢.