«احرنبى (١) الديك» ، والمتعدّي نحو «اغرندى» (٢) ، و «اسرندى» (٣) ، قال الراجز :
قد جعل النّعاس يغرنديني |
|
أدفعه عنّي ويسرنديني (٤) |
وزعم سيبويه أنه لا يتعدّى ، والصحيح ما ذهب إليه سيبويه ، إذ لم يسمع متعدّيا إلّا في هذا الرجز ، وغالب الظنّ فيه أنه مصنوع ، قال أبو بكر الزّبيديّ : أحسب البيتين مصنوعين.
أفعل : يكون متعدّيا ، وغير متعد ، فالمتعدّي كـ «أكرم» وغير المتعدّي كـ «أخطأ» ، ولها أحد عشر معنى : الجعل والهجوم والضّياء ، ونفي الغريرة ، والتّسمية ، والدّعاء ، والتعريض ، وبمعنى «ثار صاحب كذا» ، والاستحقاق ، والوجود ، والوصول.
فالجعل على ثلاثة أوجه : أحدها : أن تجعله يفعل ، كقولك «أخرجته» و «أدخلته» أي : جعلته خارجا وداخلا ، والثاني : أن تجعله على صفة ، كقولك «أطردته» : جعلته طريدا ، والثالث : أن تجعله صاحب شيء ، نحو «أقبرته» : جعلت له قبرا.
والهجوم : كقولك «أطلعت عليهم» أي : هجمت عليهم ، وأمّا «طلعت عليهم» فـ «بدوت».
والضّياء : كقولك «أشرقت الشّمس» : أضاءت ، فأمّا «شرقت» فـ «طلعت».
ونفي الغريزة : كقولك «أسرع» و «أبطأ» ، كأنك قلت : «عجل» و «احتبس» ، فأمّا «عجل» و «بطوء» فكأنه عريزة.
والتّسمية : كقولك «أكفرته» و «أخطأته» أي سمّيته كافرا ومخطئا.
والدّعاء : كقولك «أسقيته» : دعوت له بالسّقيا. قال ذو الرّمة :
وأسقيه ، حتّى كاد ممّا أبثّه |
|
تكلّمني أحجاره ، وملاعبه (٥) |
__________________
(١) احرنبى الديك : انتفش ريشه وتهيأ للقتال ، لسان العرب ، مادة (حرب).
(٢) اغرنداه : اعتلاه ، لسان العرب ، مادة (غرند).
(٣) اسرنداه : اعتلاه ، لسان العرب ، مادة (سرند).
(٤) الرجز : بلا نسبة في لسان العرب ، مادة (سرند) ، والخصائص لابن جني ٢ / ٢٥٨ ، وتهذيب اللغة للأزهري ٨ / ٢٠٠ ، والمعجم الوسيط للزيات ورفاقه ٥ / ١٤٨ ، مادة (سرند).
(٥) البيت من البحر الطويل ، وهو لذي الرمة في كتاب سيبويه ٤ / ٥٩ ، وطبقات الفحول الشعراء ٢ / ٥٥٧ ، وتهذيب اللغة ١٠ / ١٦٤ ، والأغاني ١٨ / ٢٣.