و «أعياد» ؛ ألا ترى أنّ «عيدا» من «عاد يعود» ، وأنّ الأصل فيه «عود» ، فقلبت الواو ياء ، لسكونها ، وانكسار ما قبلها ، فقيل «عيد». وكان ينبغي ، إذا جمعنا ، أن نقول في جمعه «أعواد» بالواو ، لزوال الموجب لقلب الواو ياء ، كما قالوا في جمع «ريح» «أرواح» بالواو ، لزوال موجب قلبها ياء في «ريح» ، وهو سكونها وانكسار ما قبلها. قال :
*تلفّه الأرواح ، والسّميّ (١)*
إلّا أنهم لمّا أبدلوا الواو ياء في «عيد» أجروا هذه الياء مجرى الأصليّة.
إلّا أنّ هذا النوع من البدل ـ أعني اللّازم ـ قليل ، وأصالة الهمزة أيضا ، إذا وقعت أولا في مثل هذا ، قليل ، فتكافأ الأمران عنده ، فلذلك أجاز الوجهين.
والصحيح أنّ «الأولق» همزته أصليّة ، ولا ينبغي أن يحمل على باب «عيد وأعياد» لأنّ مثل هذا الباب قد سمع فيه الأصل ، فتقول «عيد وأعواد». ولم يقولوا «ولق» ولا مولوق ، في موضع من المواضع. فلذلك وجب حمل «أولق» على أن همزته أصليّة.
ويجوز أيضا في «أولق» أن يكون «فوعلا» ، عند من يجعله مشتقا من «ولق». ويكون أصله «وولقا» ، فأبدلت الواو الواحدة همزة ، ولزم على قياس كلّ واوين يجتمعان في أوّل الكلمة. إلّا أنّ الأولى ، عند من يجعله مشتقا من «ولق» ، أن تكون الهمزة زائدة ، ويكون وزنه «أفعل» ، لأنّ «أفعل» أكثر من «فوعل». وأيضا فإن الهمزة ينبغي أن يوقف فيها مع الظاهر ، ولا يدّعى أنها مبدلة من الواو.
وأمّا «أيطل» فالذي يدلّ على أصالة همزته ، وزيادة يائه ، قولهم في معناه : «إطل». فيحذفون الياء ويثبتون الهمزة. ولو كانت الهمزة هي الزائدة لقيل «يطل» بالياء ، ولا يمكن أن يدّعى أنّ الهمزة بدل من الياء ، لما ذكرناه ، من أنّ الياء لا تبدل همزة أولا.
* * *
__________________
(١) الرجز ، لرؤبة في لسان العرب ، مادة (سما) والعجاج في ديوانه ص ٦٩ ، واللسان والصحاح والتاج ، مادة (سمو) ، والسمي : جمع سماء.