كبنات المخر ، يمأذن كما |
|
أنبت الصّيف عساليج الخضر (١) |
وإنما جعلت الباء الأصل ، لأنّ «البخر» مشتقّ من البخار ، لأنّ السحاب إنما ينشأ عن بخار البحر.
وأبدلت أيضا من الباء فيما حكاه أبو عمرو الشيبانيّ ، من قولهم «ما زال راتما على كذا» و «راتبا» أي : مقيما ، من الرّتبة.
وأبدلت أيضا من الباء ، في قولهم «رأيته من كثب» و «من كثم» أي : من قرب. ثم قالوا «قد أكثب» هذا الأمر أي قرب ، ولم يقولوا «أكثم». فدلّ على أنّ الباء هي الأصل.
وأبدلت أيضا من الباء ، في «نغب» جمع «نغبة» (٢) ، فقالوا «نغم». قال الشاعر :
فبادرت شربها عجلى مثابرة |
|
حتّى استقت دون محنى جيدها نغما (٣) |
وأبدلت من النون فيما حكاه يعقوب عن الأحمر من قولهم «طانه الله على الخير» و «طامه» أي : جبله وهو يطينه ولا يقال «يطيمه». فدلّ ذلك على أنّ النون هي الأصل. وأنشد :
لقد كان حرّا يستحي أن تضمّه |
|
ألا تلك نفس طين منها حياؤها (٤) |
وأبدلت من لام التعريف ، ومنه قوله عليه السّلام : «ليس من امبرّ امصيام في امسفر».
* * *
__________________
(١) البيت من الرمل ، وهو لطرفة في ديوانه ص ٥٣ ، واللسان والتاج ، مادة (خضر).
(٢) النغبة : الجرعة من الماء ، الصحاح للجوهري ، مادة (نغب).
(٣) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في سر صناعة الإعراب ١ / ٤٢٦ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٨٣ ، وشرح المفصل ١٠ / ٣٣ ، ولسان العرب ، مادة (نغب).
(٤) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢١٧ ولسان العرب ، مادة (طين).