فيكون ذلك من باب إجراء الوصل مجرى الوقف ، المختصّ بالضّرائر. ويكون ، على القول الأول ، قد أبدلت فيه الواو هاء ، وذلك أيضا شاذّ لا يحفظ له نظير.
والوجه عندي أنها زائدة للوقف ؛ لأنّ ذلك قد سمع له نظير في الشعر ، كما ذكرت لك. وأيضا فإنّ ابن كيسان ، رحمه الله ، قد حكى في «المختار» له أنّ العرب تقول «يا هناه» بفتح الهاء الواقعة بعد الألف ، وكسرها وضمّها ، فمن كسرها فلأنها هاء السّكت ، فهي في الأصل ساكنة ، فالتقت مع الألف ، فحرّكت بالكسر ، على أصل التقاء الساكنين. ومن حرّكها بالفتح فإنه أتبع حركتها حركة ما قبلها. ومن ضمّ فإنه أجراها مجرى خرف من الأصل ، فضمّها كما يضمّ آخر المنادى. ولو كانت الهاء بدلا من الواو لم يكن للكسر والفتح وجه ، ولوجب الضمّ كسائر المناديات.
وأبدلت من تاء التأنيث في الاسم ، في حال الإفراد في الوقف ، نحو «طلحة» و «فاطمه». وحكى قطرب عن طيّىء أنهم يفعلون ذلك بالتاء من جمع المؤنث السالم ، فيقولون : «كيف الإخوة والخواه ، وكيف البنون والبناه»؟
* * *