تخلو أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحرّكا ، فإن كان ساكنا ثبتت ولم تغيّر نحو «حنطأو» (١). وإن كان متحرّكا فلا يخلو أن تكون الحركة فتحة أو كسرة أو ضمّة. فإن كانت فتحة ثبتت نحو الواو المبدلة من ألف «حبلى» إذا وقفت فقلت «حبلو». وإن كانت كسرة قلبت ياء نحو «قليسية» في تصغير «قلنسوة» على أحد الوجهين ، وتاء التأنيث هنا غير معتدّ بها. وإن كانت ضمّة قلبت الواو ياء والضمة كسرة ، نحو قولك «يا قمحدي» في ترخيم «قمحدوة» على لغة من لا ينوي ردّ المحذوف. إلا أن تكون الكلمة مبنيّة على تاء التأنيث فإنّ الواو لا تغيّر نحو «قلنسوة». ولو لم تبن الكلمة على التاء هنا ، ولم يعتدّ بها ، لقيل «قلنسية». أو تكون الواو علامة جماعة ، أو ضميرها ، فإنها تثبت ولا تغيّر ، محافظة على الواو لأنها لمعنى ، نحو قولك «زيدون» و «يضربون».
وإن كانت الواو غير طرف فلا يخلو من أن تكون بين ساكنين ، أو بين متحرّك وساكن. فإن كانت بين ساكنين ثبتت ولم تغيّر ، نحو «عثولّ» (٢) ، إلّا أن يدغم فيها ياء فإنها تقلب ياء نحو «بيّاع» على وزن «فعوال» من البيع. وإن كانت بين ساكن ومتحرّك ثبتت أيضا. ولم تغيّر ، نحو «جهور». إلّا أن تكون مضمومة نحو «تجهور» فإنه يجوز همزها في أحد الوجهين. أو تدغم فيها الياء فإنه يلزم قلبها ياء نحو «فعول» من البيع تقول فيه «بيّع» والأصل «بيوع». أو تقع بعد ألف الجمع الذي لا نظير له في الآحاد ـ وقد كانت ساكنة في المفرد للمدّ ـ فإنه يلزم قلبها همزة نحو «عجائز». أو تقع بعد ألف الجمع الذي لا نظير له في الآحاد أيضا ، وقد تقدّم الألف ياء أو واو ، فإنه يلزم قلبها همزة نحو «سوائد» و «بيائع» جمع «سوّد» و «بيّع» ، على وزن «فعول» من السّودد والبيع.
ما لم تصحّ في المفرد في موضع يجب إعلالها فيه ، أو لم تكن قريبة من الطرف ، فإنه لا يجوز همزها ، نحو «ضياون» جمع «ضيون» (٣) ، و «بياويع» جمع «بيّاع» على وزن «فعوال». وقد تقدّم ذكر ذلك في البدل.
* * *
__________________
(١) الحنطأو : العظيم البطن. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (حنطأ).
(٢) العثول : الكثير اللحم المسترخي. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (عثل).
(٣) الضيون : ذكر السّنّور. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (ضون).