فالمتقلقلة : القاف والجيم والطاء والدال والباء. وذلك أنها تضغط عن مواضعها ، وتحفز في الوقف ، فلا تستطيع الوقف عليها إلّا بصوت. نحو «الحق» و «اخرج» و «اهبط» و «اذهب» و «امدد».
والمشربة : الزاي والظاء والذال والضاد والراء. والمشرب : حرف يخرج معه عند الوقف عليه نحو النفخ ، إلّا أنه لم يضغط ضغط المقلقل.
ومن المشرب ما لا يخرج بعده شيء من ذلك نحو الهمزة ، والعين ، والغين ، واللّام ، والنون ، والميم.
وجميع الحروف التي تسمع معها في الوقف صوتا ، متى أدرجتها ووصلتها زال ذلك الصوت ، لأنّ أخذك في صوت آخر وحرف سوى الأوّل عن إتباع الحرف الأول صوتا ، نحو «خذه» و «اخفضه» و «احفظه».
وتنقسم إلى مهتوت وغير مهتوت. فالمهتوت الهاء ، وذلك لما فيها من الضعف والخفاء. وما عداها فليس بمهتوت.
وتنقسم أيضا إلى ذلقيّة وغير ذلقيّة. فالذلقيّة ستّة ، وهي اللّام والراء والنون والفاء والباء والميم. وما عداها فهو المصمت. وسمّيت ذلقيّة لأنها يعتمد عليها بذلق اللسان ، وهو صدره وطرفه. وفي الحروف الذلقيّة سرّ طريف ينتفع به في اللغة. وذلك أنك متى رأيت اسما رباعيّا أو خماسيّا غير ذي زوائد فلا بدّ فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة ، نحو «جعفر» و «قعضب» (١) و «سلهب» (٢) و «فرزدق» و «سفرجل» و «قرطعب» (٣). فمتى وجدت كلمة رباعيّة أو خماسيّة معرّاة من حروف الذّلاقة فاقض بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه. ولذلك سمّي ما عدا هذه الحروف مصمتا أي : صمت عن أن تبنى منه كلمة رباعيّة أو خماسيّة. وربما جاء بعض ذوات الأربعة معرّى من حروف الذلاقة ، وذلك قليل جدّا ، نحو «العسجد» و «العسطوس» (٤) و «الدّهدقة» (٥) «الزّهزقة» (٦).
__________________
(١) القعضب : الضخم الشديد الجريء. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (قعضب).
(٢) السلهب : الفرس الطويل على وجه الأرض. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (سلهب).
(٣) القرطعب : قطعة من خرقة. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (قرطعب).
(٤) العسطوس : شجرة لينة الأغصان. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (عسط).
(٥) دهدق اللحم : قطعه وكسر عظامهع ، انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي ، مادة (دهدق).
(٦) الزهزقة : شدة الضحك. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (زهزق).