وأما ما ذهب إليه ابن جنّي من أنه لقائل أن يفرق بين «غزويّة» و «اقووّل» بأن يقول :
قد يستثقل في الاسم فيعلّ ما يصحّ في الفعل ، واستدلاله بصحّة «يغزو» وأمثاله واعتلال «أدل» وأمثاله ، ففي نهاية الفساد ؛ لأنّ الفعل أثقل من الاسم ، بلا خلاف ، وأكثر إعلالا ، فكيف يصحّ فيه ما يعتلّ في لاسم الذي هو أخفّ. وأما صحّة «يغزو» وإعلال «أدل» فلأمر عرض ، قد بيّن في موضعه.
فالصحيح عندي ما ذهب إليه سيبويه.
فإن بنيته للمفعول قلت «اقووول» على القولين جميعا ، فلا تدغم ولا تستثقل اجتماع الواوات ، لأنّ الواو المتوسطة مدّة محكوم لها بالألف. فكأنّه ليس في الكلمة إلّا واوان بينهما ألف. وقد حكي عن الأخفش أنه قلب الأخيرة ياء فقال «اقوويل». والأوّل أشهر عنه ، وهو الصحيح.
وتقول في مثل «فعللوت» من «البيع» و «القول» : «بيععوت» و «قوللوت». وفي الجمع : «بياعع» و «قوالل». وإن عوّضت قلت : «بياعيع» و «قواليل». ولا تدغم شيء من ذلك ، لئلّا يبطل الإلحاق ، لأنّ «بيععوت» و «قوللوت» ملحقان بـ «عنكبوت» ، و «بياعع» و «قوالل» ملحقان بـ «عناكب».
* * *