ويعني بالتامة : نكرة غير موصوفة ، وذلك نحو «ما» التعجبية عند سيبويه ، ونعمّا هي ، أي نعم شيئا هي ، عند الزمخشري ، وأبي علي (١) ؛
وتكون ، أيضا ، معرفة تامة ، أي غير موصوفة ، ولا موصولة عند سيبويه ، بمعنى الشيء ، قال في : «فنعّما هي» ، أي : نعم الشيء هي ، وكذا في : دققته دقّا نعمّا ، أي : نعم الشيء ونعم الدقّ ؛
و «ما» المصدرية : حرف عند سيبويه ، اسم موصول عند الأخفش والرمّاني ، والمبرد (٢) ، كما مرّ قبل ؛
وأمّا «الذي» المصدرية فلا خلاف في اسميتها للّام فيها ، نحو قول علي رضي الله عنه في النهج : «نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء (٣)» ، أي نزولا كالنزول الذي نزلته في الرخاء ؛
قوله : وصفة ، اختلف في «ما» التي تلي النكرة لإفادة الإبهام والتنكير ، فقال بعضهم : اسم ، فمعنى قوله تعالى : (مثلاً ما) (٤) ، أيّ مثل ، وقال بعضهم : زائدة فتكون حرفا ، لأن زيادة الحروف أولى من زيادة الأسماء. لاستبدادها بالجزئية ؛ ولهذا استعظم الخليل وتعجّب من الفصل لكونه اسما زيد لفائدة الفصل (٥) ؛ وأيضا ، ثبتت زيادتها ، نحو : (فبما رحمة من الله) (٦) ، ووصفيتها لم تثبت ، فالحمل على ما ثبت ، في موضع الالتباس : أولى ؛
وفائدة «ما» هذه : إمّا التحقير ، نحو : هل أعطيت إلّا عطاء مّا ، أو للتعظيم نحو :
__________________
(١) أي الفارسي ،
(٢) تقدم ذكر هؤلاء الأعلام في هذا الجزء
(٣) هذا من كلام لسيدنا علي بن أبي طالب مما نسب إليه في نهج البلاغة ص ٢٤١ طبع دار الشعب ،
(٤) من الآية ٢٦ في سورة البقرة
(٥) انظر ما جاء في هذا نقلا عن سيبويه في الكلام على ضمير الفصل ، في آخر الجزء الثاني ،
(٦) الآية ١٥٩ سورة آل عمران ،