والا لم من قبيل الادراك لان المركب من الشئ وغيره لا يكون ذلك الشئ بل لا يكون اللذة ماهية واحدة وحدة حقيقية وعند المدرك متعلق بكمال وخير اى يكون كماليته وخيريته عند المدرك بان يكون معتقدا لكماليته وخيريته قيد بذلك لانه لو لم يعتقده لا يلتذ به ولو اعتقده ولا يكون كمالا وخيرا فى نفس الامر يلتذ به والكمال ما يخرج به الشئ من القوة الى الفعل وهو من حيث انه يقتضى براء من القوة لذلك الشئ يسمى كمالا وباعتبار كونه مؤثرا عنده خيرا وانما ذكرهما التعلق اللذة بهما واخر الخبر لانه يفيد تخصيصا للكمال وقيد بالحيثية لان الشئ قد يكون كمالا وخيرا من وجه دون وجه والالتذاذ بالوجه الذى هو كمال وخير (قوله وكل منهما حسى وعقلى) فان ذلك الكمال اما من المحسوسات او المعقولات وفى الشفاء اللذة ليست الا ادراك الملائم من جهة ما هو ملائم فالحسية احساس الملائم والعقلية تعقل الملائم (قوله فكاد راك القوة الغضبية الخ) اى ادراك النفس بتوسط القوة الغضبية التى شانها دفع المنافر وبتوسط القوة الشهوية التى شانها جذب الملائم ما هو خير عندها وهو الغلبة فى القوة الغضبية وجذب الملائم فى القوة الشهوية فى الاشارات كمال القوة الشهوية مثلا ان يتكيف العضو الذائق بكيفية الحلاوة وكذلك المشموم والملموس ونحوهما وكمال القوة الغضبية ان يتكيف النفس بكيفة غلبته فقوله كتكيف الذائقة بالحلو مثال لما هو خير عند القوة الشهوية وادراكها لذة حشية وكذا الحال فى البواقى (قوله والمتوهمة بصورة الخ) اى وكتكيف الواهمة بصورة شئ مرجو حصوله لقوة الاسباب الآخذة فى حصوله كوصال المحبوب فتكيف الواهمة بصورة الوصال الذى هو معنى جزئى متعلق بالمحسوس كمال للواهمة وادراكه لذة حسية وهمية (قوله فهذه مستندة الى الحس) اى حاصلة يتوسط الحس الظاهر او الباطن فى شرح الاشارات ما حاصله ان الكمالات التى يتعلق بها اللذة منها ما يتعلق بالقوة الشهوية اعنى الحواس الظاهرة والباطنة ومنها ما يتعلق بالقوة الغضبية ومنها ما يتعلق بالقوة العاقلة (قوله وهو ادراكاتها المجردات اليقينية) بالرفع صفة ادراكها اى ادراكاتها للمجردات اى الواجب تعالى والعقول المصادرة عنه الواقعة فى ترتيب الوجود على وجود يطابق الواقع من غير شبهة وخص المجردات وان كان ادراكاتها للمقولات مطلقا وادراكاتها للمكات الفاضلة كمالاتها لان اجل الكمالات ادراكاتها للمجردات على ما تقرر فى موضعة فما ذكر تصوير للذة العقلية فى اجل افرادها وليس المقصود الحصر كما وهم فهذا حل كلام الشارح رحمه الله تعالى وبما حررنا