اندفع الشكوك والشبه التى ابتهج بها بعض الناظرين فتدبر (قوله تحقيقا او تخييلا) اى شركة تحقيق او تخييل او محققا او مخيلا (قوله مع ان شيئا منها ليس وجه التشبية) اى اذا كان قصد تشبيه زيد بالاسد فى الشجاعة لانه لا يصلح شئ منها ان يكون وجه شبه (قوله فالمراد المعنى الذى له مزيد الخ) اراد بالمعنى ما يقابل العين سواء كان تمام ماهيتهما او جزأ او خارجا وبالاختصاص الارتباط والتعلق اذ الاختصاص بالمعنى المشهور لا يقبل الزيادة والنقصان والمقصود انه لما كان التشبيه عبارة عن الدلالة على اشتراك امر لآخر فى معنى وادعاء مماثلته معه لابد وان يكون لوجه الشبه مزيد ارتباط وتعلق بالمشبه به والمشبه فى اعتقاد المتكلم ففى التشبيه الغير المقلوب له مزيد ارتباط بالمشبه به نحو زيد كالاسد وفى التشبيه المقلوب مزيد اختصاص له بالمشبه نحو الاسد كزيد فلا حاجة الى ما قيل المراد بقوله بهما اى باحدهما كما فى قوله تعالى (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) مع انهما يخرجان من المالح فانه توجيه فاسد لان التثنية نص فى معناه لا يحتمل غيره وما فى الاية على حذف المضاف اى مجتمعهما (قوله ولهذا قال الخ) يرد على عبارة الشيخ انه يوجب كون وجه الشبه خارجا عن الطرفين وكونه وصفا ثابتا للشئ فى نفسه من غير اعتبار معتبر وكونه مختصا بالمشبه به مع ان شيئا منها ليس شرطا فى التشبيه فعله اراد بالوصف المعنى مطلقا سواء كان خارجا اولا وبكونه فى نفسه ان لا يكون بالقياس الى المشبه لا ان لا يكون مخيلا وبكونه مختصا بالمشبه به الاختصاص الادعائى لا الواقعى بان يقصد المتكلم اختصاص ذلك الوصف بذلك الشئ ثم يشبه به غيره ومن هذا يفهم ان فى عبارة الشيخ اشارة الى اعتبار القصد فى الاشتراك (قوله على سبيل التخييل والتأويل) اى تصرف المتخيلة وجعلها ما ليس بمحقق محققا (قوله جمع دجية) بضم الدال وسكون الجيم وفتح الياء (قوله لليالى المدلول عليه بما قبله) من قوله* رب ليل قطعته بصدود* او فراق ما كان فيه وداع* فان رب للتكثير (قوله او للنجوم) والاضافة لادنى ملابسة ورواية ديوانه دجاه بتذكير الضمير وهو الذى اختاره فى شرح المفتاح (قوله حتى يخيل ان الثانى الخ) قدم تخييل الثانى على تخييل الاول اشارة الى انه المقصود بالذات ههنا* قال قدس سره اقرب* لان المقصود ظهور السنن بين البدعة فالمناسب له ان يتعبر تشببه البدعة بالظلمة او لا ولان الظلمة مقدم على النور فورد ان لله خلق الخلق فى ظلمة ثم رش عليه من نوره (قوله تلمع من بينها) اى تظهر من لمع فلان من الباب اذا برز منه لا من لمع البرق اضاء (قوله لا يحتمل القلة والكثرة) اى بالنسبة الى كلام واحد كالملح يحتملهما بالقياس الى طعام