أي : مكان القوم منتقل ؛ وقال تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)(١) ، ولا بدّ في التامة أن يليها لفظة على ، وإلى ، ظاهرين أو مقدّرين ، لأن الرجوع والانتقال من الأمور النسبيّة ، لا يفهم من دون المنتقل عنه ، والمنتقل إليه ؛
وليس إلحاق مثل هذه الأفعال ، بصار ، قياسا ، بل سماع ، ألا ترى أن نحو ؛ انتقل ، لا يلحق به ، مع أنه بمعنى «تحوّل» ؛
وكذا ، زيد على (٢) «ما زال» ، من مرادفاتها : ما فتئ ، وما أفتأ ، وما انفكّ ، وما وني ، وما رام ، من رام يريم (٣) ، أي : برح ؛
وأصل ما زال ، وما برح ، وما فتىء وما فتأ (٤) ، وما انفك : أن تكون تامة بمعنى : ما انفصل ، فتتعدّى بمن إلى ما هو الآن مصدر خبرها ، فيقال في موضع ما زال زيد عالما : ما زال زيد من العلم ، أي : ما انفصل منه ، لكنها جعلت بمعنى : كان دائما ، فنصبت الخبر نصب «كان» ، وإنما جعلت بمعناه ، لأنه إذا لم ينفصل شخص عن فعل ، كان فاعلا له دائما ؛
وكذا أصل «برح» و «دام» ، أن يكونا تامّين ، بمعنى : زال عن مكانه ، فيتعدّيان بأنفسهما ، وبمن ، نحو : برحت بابك ومن بابك ، ورمت بابك ومن بابك ؛ وأصل «وني» : قصّر ، فكان الأصل أن يتعدّى بفي نحو : ما وني زيد في القيام ، فجعل الثلاثة بمعنى : كان دائما ، لأنه إذا كان لا ينفصل عن الفعل ، ولا يقصّر فيه ، يكون فاعلا له دائما ؛
__________________
في الذاهبين الأولين |
|
من القرون لنا بصائر |
والبيت المستشهد به آخرها ؛
(١) الآية ١٤ سورة الانشقاق ؛
(٢) تقدم أنه يريد الزيادة على ما ذكره ابن الحاجب في المتن ، وكثير مما ذكره مزيدا على ما زال : مكرر مع ما جاء في المتن. اللهم إلّا إذا كان هذا من اختلاف النسخ ؛
(٣) وأما ان كان من رام يروم فهو متعد بنفسه بمعنى قصد ؛
(٤) لم يذكر ما فتأ الثلاثي بين ما ذكره فيما زيد على ما زال. وذكره هنا في بيان أصلها.