والاعتذار بكون ذي اللام جنسا مستغرقا (١) ، وكون الاستغراق له ولغيره بمنزلة العائد ، قد ذكرنا ما عليه (٢) ؛ ولو كان كذا ، لم يبق مع الضمير المبهم (٣) المفسّر بالنكرة استغراق ،؟؟؟ استغراق المضمر للجنس غير معهود ، والنكرة المفسّرة ، أيضا بعيدة من الاستغراق ،؟؟؟ حيّز الإيجاب ؛
والاعتذار بكون ذي اللام قائما مقام الضمير ، على ما قاله المصنف ، لا يتمّ ، إذ لو كان في مقام الضمير ، لكان الضمير إذا قام مقامه راجعا إلى المبتدأ ، غير محتاج إلى التمييز في نحو : زيد نعم رجلا ، وكذا في نحو : نعم رجلا زيد ، أيضا ، لأن الضمير فيه (٤) ، إذن ، كما في قولك : أبوه قائم زيد ؛
وليس ، إذن ، اعتذار الأندلسي (٥) ، بكون اللام للتعريف الذهني المطابق لكل فرد فيكون ، إذن ، كالضمير الراجع : بشيء (٦) ، إذ لا يجوز : زيد ضرب رجل ، مع أن «رجل» يطابق كل فرد ، وإن لم يكن فيه لام يشار بها إلى ما في الذهن على زعمهم ، وقد مرّ في باب المعرفة (٧) ، أن التعريف الذهني لا معنى له ؛ فلم يبق ، إذن ، بعد بطلان الوجوه (٨) ، إلّا أن تكون الجملة في تقدير المفرد على الوجه المذكور حتى لا يحتاج إلى الضمير ؛
ويؤيد كونها بتقدير المفرد : دخول حرف الجر ، على نعم وبئس ، مطردا ، كقول الأعرابي لما بشّر بمولودة وقيل له نعم المولودة : والله ما هي بنعم المولودة ، نصرها بكاء ،
__________________
(١) أي شاملا لكل فرد ؛
(٢) ذكر ذلك في روابط الخبر بالمبتدأ. في الجزء الأول ؛
(٣) في الصورة الثانية لنعم ، وهي صورة الضمير المستتر المفسر بنكرة منصوبة ؛
(٤) أي في قولك نعم رجلا زيد ؛
(٥) تقدم ذكره ؛
(٦) خبر ليس في قوله : وليس اعتذار الأندلسي ؛
(٧) في الجزء الثالث ؛
(٨) أي الوجوه المذكورة ؛